متعة بصرية لجداريات بوليفارد رياض سيتي
يشكل فن الجداريات في جميع أنحاء "بوليفارد مدينة الرياض" واحدة من أبرز الجماليات البصرية التي جذبت زوار موسم الرياض 2021، للاستمتاع بالمشاهد التي ابتكرت منها الفنانة نورا بن سعيدان مشاعر ومشاعر تلامس قلوب الزوار و اصطحبهم إلى عالم الفن والإبداع. وتؤدي الجداريات دورها في تجميل «بوليفارد رياض سيتي»، كما تسهم في الوقت ذاته برفع الذائقة الفنية للزوار، وإبراز هوية التراث السعودي بصورة إبداعية في مكان يمثل واحداً من أهم محاضن الترفيه وأكثرها أهمية.
جداريات بوليفارد رياض سيتي
تعد الجداريات في بوليفارد مدينة الرياض من الجوانب الفريدة التي استطاعت مزج الأذواق المختلفة ، حيث شكلت تناغمًا فنيًا وترفيهيًا من خلال تنوعها في الرسائل والمضمون الذي يمنح الزائرين آفاقًا واسعة للتنقل في المعاني العميقة لتلك المشاهد التي مفاجأة لهم في جوانب أحد أكبر وأهم فعاليات موسم الرياض. جذب الزوار.
ـ فكرة جداريات موسم الرياض
وتأتي فكرة جداريات "بوليفارد رياض سيتي" ضمن مبادرات تجميل المناطق الترفيهية بأنامل سعودية متميزة في دقة الاختيار والتخطيط والتنفيذ، إذ نفذت جميع الجداريات التي يصل عددها لأكثر من 13 جدارية خلال 20 يوم ويصل طول أعلى واحدة منها 20م، وتتوزع في منطقة الموسيقى، والمنطقة الرياضية، ومنطقة الأستديو، ومنطقة الـVIP. علما بأن منطقة الموسيقى في "بوليفارد رياض سيتي" تسيطر على النصيب الأكبر من الرسومات الجدارية، لاحتضانها عمالقة الفن والطرب من خلال مسرح السيدة " أم كلثوم"، ومسرح العندليب الراحل "عبد الحليم حافظ"، إضافة إلى مطعم "درب الزلق" للراحل "عبدالحسين عبدالرضا" ومطعم الفنان "عبادي الجوهر".
ـ أفكار جداريات نورة بن سعيدان
تشكلت خبرة الفنانة نورة بن سعيدان منذ تخرجها في جامعة الملك سعود بشهادة الماجستير بتخصص الفنون، وكجزء من دراستها طُلب من الطلاب اكتشاف مشكلة من حولهم وحلها فنياً، وبالنسبة لنورة كانت الطرقات هي مشكلتها. وأيقنت ضرورة تجميلها بالفن، وتروي لـ«الشرق الأوسط»، أنّ أولى محطاتها كانت رسومات خارجية تزينت بها حديقة الملقا في العاصمة السعودية الرياض في 2017. ويأتي عملها تعاوناً مع أمانة منطقة الرياض في حينها.
تنوعت واختلفت لوحات الفنانة نورة بن سعيدان في «بوليفارد الرياض سيتي»، حيث تحكي أنّها قدمت أكثر من تصميم وتم التعديل على بعضها، وأنها سعيدة جداً أن حلمها أخيراً تحقق وصارت أعمالها تعرض في أهم مكان في موسم الرياض وهي منطقة بوليفارد. وقد اختارت لوحاتها بعناية، حيث حرصت على معرفة نوعية رواد الأماكن التي سترسم الجدارية بها، وطريقة تفكيرهم، وأعمارهم، حتى تكون اللوحة مناسبة، وتكون إضافة للمكان أيضا، فالجدارية تأخذ منها يومين فأكثر، بحسب الحجم والتفاصيل، والوقت يفرق في العمل داخلي أو خارجي. ومن المميز أنّ الفنانة اختارت فريق عملها من نخبة من الفنانين الشباب، وبسبب صعوبة العمل واختلاف أوقاته فضلت الفنانة الاعتماد على الفنانين الذكور، مبتعدة عن الإناث منهم، إذ إنّهنّ لا يعايشن قسوة المعدات مثل الرافعات وما يماثلها. وختمت حديثها: "أحلم في المستقبل بأن أكون جزءًا من تجميل منطقه الرياض، خاصة وأن المجتمع بدأ يغير نظرته وأصبح فخورا ومتحمسا بكل إنجاز للمرأة السعودية".
ـ جدارية الطفلة الصغيرة
كشفت الفنانة نورة بنت سعيدان التي رسمت 13 جدارية خلال 21 يومًا فقط لشخصيات حقيقية، وأخرى من واقع الخيال، الصعوبات التي واجهتهم في إنجاز هذا العمل الفني. مشيرة في هذا الصدد لقناة العربية إلى أنها لم تتوقف عن الرسم لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة حتى صارت بين جدارياتها مستمتعة بتفاعل الزوار مع فنها. وقالت: "كنا نعمل 17 ساعة تحت الشمس مع جهات أخرى، وكان الوضع صعبًا، لكن نجحنا بالخروج بتحف فنية". وعن جدارية الطفلة الصغيرة التي بدلت السعيدان شعرها بالورود، وأصبحت أيقونة البوليفارد في مواقع التواصل، قالت: "هذه الجدارية تحولت إلى أشهر جدارية بالمنطقة، ولم أتوقع ردود الأفعال من الزوار لما فيها من اختلاف في الشكل والألوان والموقع، حتى ملامحها التي اخترت أن تكون مخصصة للبوليفارد، وكان الانطباع والتفاعل معها قويًّا؛ وهذا شيء أفتخر به". وعن أقرب الجداريات إلى قلبها كشفت الفنانة السعيدان أنها تلك الجدارية التي تحمل ملامحها الشخصية، وفيها غموض ومتاهة، وغير واضحة، وأضافت: "هذه الجدارية قريبة مني؛ لأنها أسلوبي في اللوحات. وقد استخدمت أسلوبًا تعبيريًّا، ورسمتها بالفرشاة"