القلم وأهميتة في الحياة اليومية
تأتي أهمية وجود القلم الذي لا أعتقد أننا يمكن أن نستغني عنه، فوجوده ليس للوجاهة أو للتوقيع على الشيكات أوالتوقيع للمعجبين على إهداء كتاب، إنما هو لمن أدمن اقتناءه واستخدامه؛ حيث لا يجد راحته سوى في الكتابة بالقلم و«الخربشات» على الورق، بدءاً من فكرة الكتابة.
إن الإمساك بالقلم ورائحة الورق، طقس مقدس يضيف إلى الكتابة رونقاً يختلف عن كتابة لوحة المفاتيح التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، متعة الكتابة وإعادة التعديل والشطب والحذف والإضافة بالقلم، لها طعم خاص جداً، لا يعرفه من تركها، واستعاض عنها بالأجهزة الحديثة، غير المضمونة البتة.
ما قيل في وصف القلم :
- القلم مراءة القلب ترجمان العقل.
- القلم أصم يسمع النجوى، وأخرس يفصح بالدعوى، وجاهل يعلم الفحوى.
- القلم شجرة ثمرتها الألفاظ، والفكر بحر لؤلؤه الحكمة.
- القلم بريد القلب يخبر بالخبر، وينظر بلا نظر.
القلم يعبر عن صاحبه، فهو لسانه الصامت، الذي يتكلم حبراً، وتسمعه العيون إذ تقرأ، ومداد القلم ليس بمحبرة ترافقه، وإنما مداده ما سال من عقل صاحبه فأوحى فيه من وحيه وأنار فيه من بصيرته، فالقلم يكتب ما يملى عليه من عقل صاحبه، ولا ننسى أن الله عز وجل قد أقسم في كتابه الكريم بالقلم حيث كانت السورة باسمه: {ن (1) والقلم وما يسطرون(2)} [القلم:1]، وفي الراجح أن هذا الموضع هو الثاني نزولا بعد مطلع العلق، ولا تستغرب أن يبدأ ربنا بنا أول أوامره بالقراءة، ثم يقسم بعد ذلك بالقلم وما يكتب الكاتبون.
فالكتابة عبر التاريخ هي وسيلة تعبيرية لما شكلته التجارب في عقول الخبراء والحكماء والمرشدين والمصلحين والعلماء، ولا كتابة بلا قراءة، وكما الترتيب في القرآن يكون الترتيب في شأن القراءة والكتابة، وكما نقل أحدهم عن الكاتب طه حسين أنه قال: "مشكلة كتابنا اليوم أنهم يكتبون أكثر مما يقرأون!.
"القلم كالمغرفة والعقل هو الإناء، وكلما امتلأ الإناء أكثر، كان الاغتراف أسهل وأيسر، وأينما مددت مغرفتك خرجت بالنفع والفائدة العظيمة، وكلما قلّ صعب أن تجد الكثير والجديد، وإذا كان ضحلاً فإنك ستعرف ضحالة الإناء من صوت المغرفة في قعر الإناء"