طريقة عمل شبكات الجيل الخامس 5G ولماذا تعتبر نقلة ثورية؟
نتعرف عن قرب على تقنية الجيل الخامس ونبدأ ذلك بالتعرف على سرعة الاتصال التي تقدمها، ثم الهواتف التي تدعمها، وبعد ذلك نلقي نظرة على الآفاق الجديدة التي ستفتحها هذه التقنية، ونتعرف بعد ذلك على انتشار الـ 5G في الدول العربية، والمخاطر الصحية التي تشاع عنها.
بعد انقضاء عام 2019 وظهور بعض هواتف الجيل الخامس مثل هاتفي سامسونج جالاكسي S10 وجالاكسي Note 10+ وهاتف ون بلس 7 Pro وهاتف إل جي V50 ThinQ وهاتف هواوي Mate 20 X وغيرها، وأيضاً إنشاء بعض أبراج الاتصالات التي تعمل بتقنية الجيل الخامس في بعض الدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وكوريا الجنوبية، ربما يبدأ التساؤل: ما هي تقنية 5G؟ وما الذي يمكن أن تقدمه مختلفاً عن تقنية الجيل الرابع؟ ومتى ستصل هذه التقنية إلى الدول العربية؟ الإجابة في السطور التالية.
ما هي تقنية الجيل الخامس:
تقنية الجيل الخامس هي تقنية الاتصالات اللاسلكية الجديدة، حيث يتم تطبيق تقنية جديدة كل عدة سنوات لزيادة سرعة الاتصال وجلب مميزات جديدة وعلاج عيوب التقنية السابقة. بدأت تقنية 5G في الظهور في 2019 بظهور بعض طرازات الهواتف التي تدعمها، وترافق ذلك مع توفير بعض مقدمي خدمات الاتصالات أبراج اتصالات تدعم هذه الخدمة. وينتظر أن يكون عام 2020 هو عام الانطلاق الفعلي لهذه التقنية بعد أن تقوم شركة آبل بدعمها في سلسلة هواتف آيفون المنتظرة في شهر سبتمبر المقبل حسب التوقعات.
سرعة الاتصال التي توفرها 5G:
الميزة الرئيسية لكل جيل جديد من أجيال تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية هي سرعة الاتصال، وفي الواقع هناك نوعين من أنواع أبراج الاتصال التي تستخدم تقنية الجيل الخامس، يستخدم النوع الأول موجات فائقة التردد (بين 24 و 72 جيجاهرتز) ويوفر سرعات اتصال -نظرياً- تتراوح بين 1 إلى 2 جيجابت/ثانية. لكن العيب الأساسي لهذه الموجات أنها تتأثر بسهولة بالعوائق مثل المباني والجدران وتقل سرعة الاتصال كثيراً عند زيادة المسافة بين المصدر والمستقبل (برج الاتصالات والهاتف). وبالتالي فهي أقل انتشاراً.
يستخدم النوع الآخر من أبراج الاتصال موجات أقل تردداً (2.4 إلى 4.2 جيجاهرتز) وميزة هذه الترددات أنها توفر تغطية أفضل كثيراً، ويمكنها أن تتخطى العوائق المادية بشكل أفضل كثيراً وبالتالي تصل دون متاعب إلى المنازل والمباني، لكنها توفر سرعات اتصال أقل مقارنة بالموجات فائقة التردد (200 إلى 500 ميجابت كمتوسط فعلي) لكنها تظل أسرع بكثير بالطبع من الجيل الرابع.
بجانب السرعة، توفر تقنية الجيل الخامس أيضاً ping أفضل بنسبة 25% إلى 40% مقارنة بشبكات الجيل الرابع، وهو ما يجعل تجربة الاستخدام أفضل لبعض التطبيقات التي تحتاج إلى زمن استجابة قصير مثل الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الواقع الافتراضي.
الهواتف التي تدعم التقنية الجديدة:
في الوقت الحالي هذه هي معظم الهواتف التي تدعم تقنية الجيل الخامس:
- سامسونج جالاكسي S10 5G.
- سامسونج جالاكسي نوت 10 بلس 5G.
- سامسونج جالاكسي فولد 5G.
- إل جي V50 ثينك 5G.
- ون بلس 7 برو 5G.
- ون بلس 7T برو 5G نسخة مكلارين.
- موتورولا 5G موتو مود.
- أوبو رينو 5G.
- شاومي مي ميكس 3 5G.
- هواوي ميت 20 X 5G.
يتراوح سعر هواتف الجيل الخامس المذكورة بعاليه بين 1400 و 2200 دولار، لذا تعد من الهواتف مرتفعة الثمن باستثناء هاتف موتورولا 5G موتو مود الذي يبلغ سعره 350 دولار فقط. لكن ينتظر أن تظهر العديد من الهواتف التي تدعم تقنية الجيل الخامس وتكون في نفس الوقت معقولة الثمن في 2020.
ما الآفاق الجديدة التي تفتحها تقنية الجيل الخامس:
الحصول على سرعات اتصال أعلى يمكن المبرمجين ومطوري التطبيقات والألعاب ومقدمي المحتوى من توفير تجربة استخدام أفضل وأكثر واقعية للمستخدمين، على وجه التحديد ستستفيد هذه التطبيقات بشكل أكثر من غيرها من تكنولوجيا 5G:
- الألعاب السحابية: تعتبر فكرة الألعاب السحابية فكرة ثورية نوعاً ما، حيث سيتم نقل مهام معالجة الرسوميات إلى الخوادم العملاقة لتوفير تجربة لعب أكثر واقعية وأقل استهلاكاً للموارد، لكن ما يعيق هذه التقنية الوليدة كان سرعات الاتصال الضعيفة وكذلك زمن الاستجابة المرتفع، لذا يمكن أن تقدم تقنية الجيل الخامس دفعة كبيرة جداً لمنصات اللعب السحابي. في أواخر 2019 أعلنت جوجل عن إطلاق منصة ستاديا للعب السحابي، ولدى سوني وميكروسوفت خطط لتقديم منصتيهما الخاصتين للعب السحابي قريباً.
- السيارات ذاتية القيادة: تحتاج السيارات ذاتية القيادة إلى تواصل مستمر مع خوادم بعيدة ونقل كميات كبيرة من البيانات باستمرار، ويتوقع أن تساعد شبكات الـ 5G في إعطاء دفعة قوية لسوق السيارات ذاتية القيادة.
- الذكاء الاصطناعي: تتزايد التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يوماً بعد يوم من حولنا، وتتطلب هذه التطبيقات نقل كميات كبيرة من البيانات للحصول على أفضل نتائج ممكنة، وهو ما توفره شبكات الجيل الخامس بسهولة.
الانتشار في الدول العربية:
عند ظهور تقنية جديدة -خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالموجات اللاسلكية- يبدأ الكثير من الحديث عن الأضرار الصحية المحتملة لها، في الواقع لا تختلف موجات الجيل الخامس عن موجات الأجيال السابقة من أجيال تكنولوجيا الاتصالات سوى في التردد، وهذا ما قد يثير بعض التساؤلات والتشكك، لكن يجمع المتخصصون أنه لا شئ جدي يجب القلق بشأنه بخصوص التقنية الجديدة تحديداً. على الرغم من أن إجراء المزيد من التجارب يعتبر أمراً طبيعياً للتأكد من عدم وجود أي مخاطر صحية.
كما رأينا، تقنية الجيل الخامس ستكون نقلة نوعية مهمة جداً لشبكات الاتصال اللاسلكية، وستساعد على تطوير تقنيات ثورية تسهل من حياتنا وتجعلنا أكثر إنتاجاً وأقل إهداراً للوقت والموارد.