تقنية الـ8D للصوت.. انتقل الى عالم آخر عن طريق الصوت
تعني تقنية ال8D والتي هي اختصار لمصطلح eight dimensions؛ البعد الثامن للصوت والتي تخلق لديك إحساسًا بأنك تسمع الصوت كأنه يدور حول رأسك، وتعتمد هذه التقنية الحديثة على تسجيل الصوت بكلتا الأذنين لخداع عقلك لتعتقد أن الصوت يأتي من أماكن مختلفة فتسمعه تارةً من الجهة اليمنى وتارةً أخرى من الجهة اليسرى أو حتى من خلف رأسك، وتُستخدم هذه التقنية في الأغاني والموسيقى لتوفر لك تجربة سماع رائعة ومختلفة تخلق لديك انطباعًا أنك في وسط مكان تأتي منه الأصوات من كل جانب، ولتجربة أفضل لهذه التقنية يجب أن ترتدي سماعات الرأس وتستمتع للموسيقى المُعالجة بهذه التقنية.
كيف تعمل تقنية ال8D؟
يحاول البعد الثامن 8D للصوت على المستوى الفسيولوجي محاكاة إحساسك من خلال سماع التسجيل الصوتي بكلتا أذنيك وتتضمن هذه العملية وضع الأصوات في الفضاء حول رأس الإنسان بدلًا من التقنية العادية التي توجّه الصوت إلى قنوات السمع لأذنيك اليمنى واليسرى، ففي تقنية 8D ينشأ الصوت في كلتا أذنيك بتسجيله بعدة ميكروفونات وُضعت باتجاه أذنيك، مما يخلق شكلًا من أشكال التأخير، ويشير هذا التأخير إلى السرعة التي يصل بها صوت واحد إلى هذين الميكروفونين، مما يخلق عندك وهمًا باتجاه صدور الصوت عند تشغيله، ويتلاعب منتجو الموسيقى في هذه الحالة بأجزاء الستيريو المختلفة وينقلوها لمساحة افتراضية بزاوية 360 درجة لتخلق لديك وهمًا بالحركة، وبهذا يكون من الأصح تسمية هذه التقنية بالصوت ثُماني الاتجاهات وليس الأبعاد.
أما بالنسبة للإحساس الذي تشعر به والذي يترجمه دماغك لهذه التقنية هو أن الدماغ يكتشف مصدر الأصوات من خلال عدة إشارات، ولأن التقنية تعتمد على تباين في المدة الزمنية التي يستغرقها الصوت للوصول إلى أذنيك فيصل الصوت لأذنك اليمنى قبل أن يصل إلى أذنك اليسرى بفترة وجيزة، كما يوجد صدى للصوت عندما يرتد عن الأشياء في البيئة، ومثلما يعمل إحساسك بإدراك العمق البصري باستخدام أنواع مماثلة من الإشارات يمكن التلاعب بما تسمعه كل أذن بواسطة تزوير هذه الإشارات وهكذا يُخدع دماغك ليعتقد بأن الصوت ينشأ من نقطة معينة في الفضاء، ولكن لا يمكنك الإحساس بهذا الشعور إلا إذا وضعت سماعات الأذن لأن الصوت يُسجّل بتحريكه ماديًا حول مجموعة من الميكروفونات ومن أجل عزلك عن الأصوات المحيطة بك.
أسرار نجاح تقنية ال8D
أحدثت تقنية 8D ضجة كبيرة في الآونة الآخيرة وأحرزت نجاحًا في مجال هندسة الصوت، وفيما يلي عوامل نجاح هذه التقنية وتميزها:
- الدوران حول الرأس: إذا سمعت موسيقى بتقنية 8D فأنت تعرف أنك تشعر بالصوت يدور حول رأسك ويتنقل بين كلتا أذنيك وهذه الميزة هي واحدة من العوامل التي ساعدت على نجاح هذه التقنية، إذ يلاحظ المستمع في هذه التقنية تأثيرًا معينًا للصوت يشعر بانتقاله بين أذنيه ولكن لا يمكنه التمييز أو التفريق فيما إذا كان الصوت يأتي من الأمام أم من الخلف بسبب الدوران المستمر للصوت.
- تأثيرات الصدى المكاني: استخدمت هذه التقنية ما يُعرف في عالم هندسة الصوت باسم الصوت بالخارج، إذ يتهيَّأ لك من هذه التقنية أنك ترى الصوت وتحسّ بوجوده في المكان كما لو كان يأتي من خارج سماعات الأذن التي تضعها أثناء سماع الموسيقى، ومن ناحية أخرى إضافة صدى إلى هذا النوع من الموسيقى يجعلك تشعر وكأنك تجلس في غرفة أخرى غير التي تجلس فيها أنت، أي ينقلك إلى عالم آخر ويحدث هذا الشعور لأن منتجي الموسيقى يستخدمون تأثيرات الصدى لخلق العمق في الموسيقى.
- وظيفة النقل المتعلقة بالرأس "HRTF": ترتبط هذه التقنية بأدمغة الإنسان وآلية السمع ومعالجة دماغك لهذه الأصوات والتي تؤثر على سماعك لهذه التقنية، فدماغك يدرك البيئة من خلال السمع ثلاثي الأبعاد ويعمل من خلال الفرق بين الكثافة البينية وفرق الوقت البيني وآلية ترشيح الأصوات، فمثلًا عندما تسمع صوت سيارة قادمة من جهتك اليسرى ستسمع الصوت أعلى بأذنك اليسرى وهذا لأن الأذن اليمنى مخفية بواسطة الرأس وأبعد وكأنه يوجد جدار بينها وبين الصوت وهو الرأس، ولهذا يصل الصوت إلى الأذن اليسرى أسرع وأوضح ودماغك يُدرك هذه الآلية.