كيف تحقق الموازنة بين عملك ودراستك ؟
في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها دول كثيرة ومع تعالي الأحلام والطموحات الاستهلاكية للشباب يصبح الحصول على وظيفة خلال فترة دراستهم هو الحل الأمثل من وجهة نظرهم. لكن تظهر مشكلة الموازنة بين العمل والدراسة حيث أن لكل منهما مواعيد ثابتة لا يمكن تغييرها وفي نفس الوقت لكل منهما متطلبات معينة في الطالب أو في العمل يجب أن تتحقق ، التعامل مع وظيفة بدوام معين ودراستك في نفس الوقت يتطلب مستوى جيد من التخطيط وتحديد الأولويات. لذلك إن كنت تدرس وتعمل في نفس الوقت فيجب عليك اتباع بعض النصائح الهامة التي تمكنك من الموازنة بين العمل والدراسة.
ـ عمل جدول مواعيد ثابت
يجب أولا، أن تضع جدولا للدراسة، وتحدد مواعيد المحاضرات بدقة، وتضع أوقات فراغك جانبا، حتى يتسنى لك ترتيب وقتك بشكل منظم، وتختار أوقات الدراسة والعمل بحكمة.فمن أكبر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الطلاب ، هو عدم إعطائهم قيمة للوقت من حيث تقسيمه وتنظيمه،بحيث يقسمونه بشكل عشوائي ،الشيئ الذي يؤدي بهم إلى تراكم الدراسة وخصوصا في أوقات الامتحانات، مما يتسبب لهم عدم التركيز في العمل نتيجة ضغط الدراسة.لذلك عليك أن تضع جدولا زمنيا دقيقا، بحيث تحاول فيه التوفيق بين العمل والدراسة، هذا دون إغفال لأمر مهم ، وهو أن تخصص لنفسك وقتا للراحة وهو أمر ضروري ، حتى تتمكن من النجاح في كلا الأمرين. يمكنك استخدام برامج وتطبيقات الهواتف المحمولة والتي تتيح لك وضع قائمة من الأعمال والواجبات للفترة القادمة وتنبهك كذلك إلى عملها وهي حل رائع لتنظيم الوقت حيث تجعلك في أي لحظة بمجرد النظر إلى تلك القائمة أن تعرف ما عليك فعله غداً وما هي أوقات فراغك المتاحة.
ـ اختيار نوع العمل
عليك أن تكون ذكيا في اختيارك للعمل، فمن الضروري أن يكون العمل متناسب تماما مع وقتك الخارج عن أوقات الدراسة طبعا، وأن يكون متناسب مع قدراتك وإمكانياتك ، فالوظائف كثيرة ومتنوعة لكن هنالك بضعة وظائف تحتاج إلى دوام كامل يومياً وهو ما يتعارض بكل تأكيد مع مواعيد دراستك لذا يمكنك اختيار وظيفة ذات مواعيد مرنة ولا تتعارض مع مواعيد دراستك. هناك أيضاً مجموعة من الوظائف التي تتبع فئة العمل الحر والتي يمكنك القيام بها وأنت جالس في منزلك باستخدام جهاز الكمبيوتر والإنترنت فقط كالكتابة والترجمة وتصميم المواقع وغيرها والتي يمكنك عملها في أوقات فراغك ومن الأفضل كذلك أن يكون له علاقة بمجال دراستك وقريب من تخصصك، لأن ذلك سيفيدك مستقبلا.
ـ المواظبة على المذاكرة
لا يعني حصولك على عمل أن تهمل دراستك بل فقط ببعض من الموازنة بين العمل والدراسة ستتمكن من النجاح في كليهما. أجمع الكتب الخاصة بالدراسة في مكان واحد بترتيب منظم بحيث يسهل عليك إحضار أي كتاب في أي وقت تريده مما سيوفر عليك الكثير من الوقت. أيضاً اختر مصادر للمذاكرة خالية من الحشو والمعلومات الزائدة التي تستغرق منك وقتاً أطول لتحصيلها واعتمد على مصادر مناسبة ليست بالطويلة وليست بالمختصرة جداً. أخيراً حدد وقتاً ثابتاً كل يوم لتستذكر ما تدرسه حتى يتدرب عقلك على روتين خاص يجعله يتأهب في كل مرة يقترب فيها موعد المذاكرة. كذلك حاول تسجيل ملحوظات هامة خلال حضورك للمحاضرة حتى يساعدك ذلك على تسهيل المذاكرة.
ـ ابحث عن مكان مناسب للمذاكرة
تتواجد الكثير من القاعات المخصصة للمذاكرة وفقط بحيث تكون في الأصل عبارة عن مشاريع تجارية يسعى ملاكها لتجهيز مكان متسع ليصبح قاعة للدراسة بحيث يتصف بالهدوء والإضاءة المناسبة والجو العام الملائم للمذاكرة في مقابل الحصول على مبلغ مادي زهيد للغاية. إن كنت بالقرب من تلك الأماكن يمكنك الذهاب إليها في وقت مذاكرتك حيث سيساعدك الجو العام بها على التركيز وتجميع كافة قواك العقلية مما سيجعلك تحصل المعلومات في وقت أسرع بكثير. أيضاً تواجدك حول مجموعة كبيرة من الأشخاص يجلس جميعهم للمذاكرة فقط سيزيد من حمساك ويوفر لك دعماً معنوياً كبيراً ودافعاً حتى وإن لم تكن تعرفهم قط.
ـ تواصل مع عائلتك والأصدقاء
من المهم توصيل جدولك الزمني الضيق إلى أصحاب العمل والعملاء والأصدقاء والعائلة. يساعد ذلك في التأكد من أن الأشخاص من حولك يعرفون أين ومتى ستكون متاحًا. لكي تدرس بفاعلية ، فأنت بحاجة إلى وقت لاستكمال عملك في الفصل. إن السماح للناس بمعرفة جدولك الزمني يمنعهم من التدخل في وقت دراستك. تذكر ، ليس كل من تعيش معه أو تعمل معه يفهم متطلبات أن تكون طالبًا . وبالمثل لا يفهم جميع زملائك مسؤوليات العمل أثناء التواجد في المدرسة. لذلك ، تواصل ودع الأشخاص من حولك يعرفون متى يمكنك التواصل الاجتماعي ، ومتى تحتاج إلى المساعدة في المهمات وعندما تحتاج إلى الدراسة.
ـ إدارة الوقت
الإجهاد هو جزء لا مفر منه لكونك طالبًا وعاملًا في نفس الوقت. لذلك ، فإن أفضل ما يجب فعله هو عدم تجنب التوتر ولكن تعلم كيفية إدارته. احصل على قسط كافٍ من النوم ، وخذ فترات راحة منتظمة ، وكن نشيطًا في الفصل وفي العمل ، وتناول الطعام جيدًا ، وتمرن وتمدد ، بل وتمشى. سيساعدك الحفاظ على نمط حياة صحي في إدارة التوتر. تذكر أن تعيش حياتك على أكمل وجه. اسمح لنفسك بالاستمتاع ببعض من أفضل الأشياء التي تقدمها الحياة ؛ وإلا فقد تنسى ما تدرسه.
ـ الاستيقاظ مبكرًا
إذا قرأت في سيرة المديرين أو رجال الأعمال الناجحين أمثال بيل غيتس، أو ستيف جوبز، أو جيف بيزوس، وغيرهم. ستجد الجميع متفق على هذه النصيحة، بل ويعدها السبب الأهم في جلب الأرزاق. لتستطيع الاستيقاظ مبكرًا يجب أن تنام مبكرًا لتعطي جسمك الوقت الكافي لراحته. بعد ذلك اضبط منبهك وضعه بعيدًا عنك قليلًا حتى تضطر أن تفارق السرير لإطفاء المنبه، في هذه اللحظة لا تستمع لحديث نفسك وترجع للسرير مرة أخرى، بل اذهب مباشرة لأقرب حوض واغسل وجهك. في بداية يومك مارس نشاطًا رياضيًا قبل أن تقدم على عملك أو مذاكرتك، ولا تضغط نفسك بعمل شاق في بداية تعويدها على هذه العادة الصحية. في البداية ستجد الوضع مرهقًا، وستجد جسدك يحدثك بالنوم لساعة واحدة خلال اليوم، لا تستجب له حتى يتعود على النوم مبكرًا.
ما الذي يكتسبه الطلاب من العمل بجانب الدراسة؟
1. فهم الحياة وسوق العمل
المناهج الدراسية لا تُعلم الطلاب عن الحياة ولا عن طبيعة المال وفهم سوق العمل. لذا، ينبغي على الطالب أن يفهم طبيعة السوق وطبيعة المال، ليتقن التعامل معهما في المستقبل. يُرزق هذا الفهم من يسعى ويكد في التعلم والممارسة والتطبيق. المرحلة الدراسية وقتها ثمين، يبادر الطالب فيها بتعلم مهارات مختلفة بجانب الدراسة ليعمل في مسميات وظيفية مختلفة، ومن ثَمَّ يتعرف على سوق العمل بشكل واضح، وهذا يؤهله لمستقبل واعد.
2. اكتساب الخبرة
من أهم المهارات الحياتية التي يكتسبها الطالب خلال احتكاكه بالعمل أنه يتعرف على طبائع الناس المختلفة، ويتعامل مع الصالح والفاسد. سيتعلم كيف يخطط لحياته في المستقبل، وغيرها من المهارات المهمة التي يكتسبها من كل مجال يعمل فيه.
3. توسيع دائرة العلاقات
نرى الكثير من حديثي التخرج يسرعون بعمل ملفات سيرة ذاتية للتقديم على الوظائف المختلفة، لكنهم لا يعلمون أن كثير من عمليات التوظيف المثالية تتم عن طريق التوصيات والتزكية. توسيع دائرة علاقاتك في مجالات العمل المختلفة يفتح أمامك العديد من أبواب الوظائف المميزة، التي لا يعلم أصحاب السيرة الذاتية عنها شيئًا.
4. اختصار السلم الوظيفي
إن كان الطالب سيكمل عمله في نفس المجال الذي عمل فيه قبل تخرجه، فحتمًا سيختصر عليه سنوات من العمل، ويتدرج سريعًا في السلم الوظيفي بفضل خبراته ومهاراته التي حصلها أثناء العمل بجانب الدراسة. وإن لم يُكمل في نفس المجال فبالتأكيد ستكون لديه الخبرات العامة الكافية التي تساعده على التفوق في المجال الذي اختاره.
المراجع
https://blog.khamsat.com/work-and-study-balance/
https://modawan.com/كيف-تنظم-وقتك-للجمع-بين-العمل-والدراسة
كيف تتمكن من الموازنة بين العمل والدراسة إذا كنت تفعل الأمرين؟ https://www.ts3a.com/?p=36137
https://www.kangan.edu.au/students/blog/best-ways-to-balance-work-and-study