إدارة مصروف المنزل بكفاءة
تُظهر الميزانية ببساطة مقدار الأموال التي تحصل عليها وكيف يتم إنفاق هذه الأموال. إنها إحدى أهم الأدوات في بناء مستقبل مالي ناجح ، لأنها تساعدك على تحقيق أقصى استفادة من أموالك ، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي أو الجيل الذي تنتمي إليه ، يمكن لكل مستهلك الاستفادة من إنشاء الميزانية الخاصة به وإدارتها بنجاح . تمنح الميزانية الناس إحساسًا بالسيطرة على أموالهم. فكر في الميزانية كأساس مالي. سيكون أساس كل شخص مختلف تمامًا كما يختلف كل موقف مالي. وحتى يمكنك إدارة مصروف المنزل بطريقة أكثر كفاءة هناك عدة قواعد ونصائح يجب إتباعها، فينبغي تقسيم ميزانية المنزل إلى بنود بحيث يخصص كل جزء من الميزانية لبند معين، وتحديد الأولويات التي يحتاجها المنزل أولا وعدم شراء ما لا يحتاجه المنزل، وتقليل النفقات قدر الإمكان حتى يمكن توفير بعض من المال في نهاية الشهر.
طرق إدارة مصروف المنزل
1ـ وضع خطة مُنظّمة لإدارة وحفظ الميزانيّة
تُعد إدارة الأموال فن مهم ومهارة خاصة يجب على جميع أفراد الأسرة تعلّمها وفهم أهميتها وآثارها الإيجابيّة على سعادتهم ورفاهيتهم، وتتم إدارة الشؤون الماليّة للمنزل بوضع خطةٍ مدروسة للميزانيّة التي تمتلكها العائلة، والتي يقودها أحد الأبوين ويتشارك باقي أفراد المنزل تقديم الأفكار والاقتراحات التي بدورها تدعم هذه الخطة، وتُحافظ على استقرار الميزانيّة، وتُعزز إمكانيّة الأسرة وكفاءة التدبير المنزليّ السليم للأموال، كما يُمكن عقد اجتماعات عائليّة لأفرادها بين الحين والآخر، وبالتزامن مع التغيّرات الاقتصاديّة واختلاف مصادر الدخل التي تُسهم في تغذية هذه الميزانيّة ودعمها، وتشمل الخطة النقاط الهامة الآتية:
ـ توفير الحاجات الأساسيّة، وأولويات الأسرة، ودفع النفقات المنزليّة بشكلٍ مُنتظم.
ـ تجنّب اللجوء للدين، وفي حالة وجود دين وإبقائه تحت السيطرة، بحيث يُمكن سداده ولو جزئيّاً دون التأثير على المستوى المادي للأسرة.
ـ الاهتمام برفاهيّة وسعادة الأسرة، ووضع شاغر لبعض الإضافات التي تجعل الحياة ممتعة لكن بشكلٍ صحيح دون المسّ باستقرارها.
ـ الحفاظ على الميزانيّة المُستقرة والالتزام بالخطة لتجنب القلق المستمر من الأمور الماديّة وآثارها على الأسرة.
2ـ توزيع المصروف الشهري
فقد قام خبراء الاقتصاد باقتراح قاعدة توزيع المصروف الشهري حتى يمكن إدارة مصروف المنزل بكفاءة، حيث يتم تقسيم الدخل تبعا لهذه القاعدة إلى عدة بنود مع تحديد النسب لها،
ـ بند المصروفات الثابتة مثل إيجار المنزل وأقساط المدارس أو الحضانة والفواتير الشهرية ويحدد له 50 % من إجمالي مصروف الشهر.
ـ المصروفات المتغيرة والتي تشمل بند الطعام والتسوق والترفيه والملابس، ويحدد له 30% من إجمالي المصروف الشهري، وهذا البند يمكن التحكم فيه وفقا للاحتياجات الأساسية والأولويات
ـ وأخيرا يتبقى 20% من المصروف للادخار وينقسم إلى 10% لحساب الطوارئ مثل المرض أو المناسبات المفاجأة، أو قد يستخدم هذا البند لسد العجز في البنود الرئيسية،
ـ وهناك 10% يخصص للادخار من أجل الخطط المستقبلية مثل شراء شقة أو الاستثمار أو مصاريف المدارس أو كأمان عند التقاعد.
3ـ الاقتصاد وتوفير المصروف
يُنصح باتباع الإرشادات الآتية لتوفير المال وادخار المصروف المنزليّ بطرقٍ بسيطة، وهي:
ـ وضع قوائم مُتغيّرة تعتمد على حاجات الأسرة؛ الاقتصاد في النفقات وإحضار حاجيّاتها الهامة فقط، وضمان عدم شراء الكثير من الأشياء الثانويّة عند التسوّق ونسيان الضروريات بالمُقابل.
ـ استخدام الكوبونات والقسائم الشرائيّة التي تحتوي على العديد من الخصومات وتوفّر النقود بفعاليّة، إضافةً للحصول على بعض المُنتجات المجانيّة أحياناً.
ـ التحقق من أسعار المُنتجات المُنتقاة قبل دفع ثمنها؛ حيث إن هنالك العديد من الأنواع والماركات المُختلفة والتي تتفاوت في أسعارها، إذ يُمكن توفير الأموال والحصول على مُنتجات ذات جودّة عاليّة بسعرٍ مناسب، ودفع ثمن معقول بدلاً من شراء مُنتجٍ باهظ الثمن وله نفس الجودة.
ـ شراء المُنتجات بالتزامن مع تاريخ الإنتهاء، حيث إن مراكز التسوق تقيم خصومات كبيرة على بعض المُنتجات التي لها تاريخ انتهاء قريب، وبالتالي يُمكن الحصول عليها واستهلاكها قبل الموعد وتوفير النقود، لكن لا بد من مراعاة تاريخ انتهائها والتحقق من استهلاكها قبله.
ـ استخدام الخصومات والاستفادة منها بشكلٍ ذكيّ، حيث إن هناك بعض العروض التوفيريّة المُفيدة كشراء قطعة وكسب قطعةٍ أخرى كهديّة.
4ـ إدارة الديون والسيطرة عليها
لا بد من إدارة الديون والنفقات والدفعات الواجب سدادها بشكلٍ مُنتظم، والتي قد تُشكّل ضغطاً على ميزانية الأسرة، وذلك باتّباع الإرشادات الآتية:
ـ دراسة الدين بشكلٍ جيّد قبل الاقتراض، ويشمل ذلك الهدف من الدين، وفترة السداد، وقيمة الفائدة إن وجدت، وقيم الأقساط والدفعات وجميع هذه الأمور؛ للتحقق من قدرة الأسرة على تغطيّة الدين والسداد في الموعد.
ـ استخدام مبلغ الدين وتوظيفها بالشكل الصحيح، كتشغيله والمُساهمة وشراء بعض الأسهم التي ينتج عن بيعها بشكلٍ صحيح ومدروس مبالغ تكفي لإكمال الدين وكسب مبلغ جيّد من المال.
ـ الاقتصاد في المصروف والتوفير قدر الإمكان لسداد الدين، وذلك بالاستغناء عن بعض الكماليات والرغبات مدّةً من الزمن للتخلص من ضغوطات الدائنين.
ـ تجنّب مراكمة دفعات الديون أو الاقتراض من أكثر من جهةٍ؛ لأن ذلك يُصعب ويزيد من مدة سداد الدين، ويُهدد استقرار الميزانية المالية للأسرة.
وأخيرا فإن إدارة مصروف المنزل هو فن لا يتقنه الكثيرون وأمر في غاية الأهمية ويحتاج إلى الكثير من التفكير والتخطيط، وذلك من أجل أن يكفي مصروف المنزل لاحتياجات الشهر ولا نصبح مضطرين للاستلاف والديون ، وبالتالي نتجنب الوقوع بالخلافات المختلفة بسبب عدم القدرة على سدّ الاحتياجات الأساسيّة ، وأيضا فإنه من الضروري توفير جزء من المال ولو بسيط حتى يمكن استخدامه عند الحاجة أو تحسبا لأي طوارئ.