جسر البوابة الذهبية الأعجوبة الهندسية
يعد جسر البوابة الذهبية و يعرف أيضاً باسم جسر جولدن غيت رمزًا لمنطقة خليج سان فرانسيسكو ، وأعجوبة هندسية رائعة، حيث يربط الجسر مدينة سان فرانسيسكو بمقاطعة مارين في كاليفورنيا، كما إنه كان أطول جسر رئيسي معلق في العالم حتى عام 1964 ، الجسر الأكثر تصويرًا في العالم. واحد من عجائب الهندسة المدنية السبعة في الولايات المتحدة ، وفقا للجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين. بشكل لا يصدق تم بناؤه خلال فترة الكساد الكبير بالكامل بتمويل خاص ، يجذب جسر البوابة الذهبية كل عام أكثر من 10 ملايين زائر للاستمتاع بأبراجها الهائلة التي يبلغ ارتفاعها 746 قدمًا والكابلات الرئيسية الشاملة واللون البرتقالي المميز وتصميم آرت ديكو. إنها تجربة حسية تتميز بالألوان والضوء والصوت.
تاريخ جسر البوابة الذهبية
أدى نمو وتطور مدينة سان فرانسيسكو إلى نقص في وسائل النقل السريعة، لذا طالب العديد من السكان المحليين ببناء جسر ليمكنهم من السفر بسهولة وسرعة أكبر، وكانت إحدى الاقتراحات هي بناء جسر معلق، وعلى الرغم من الاعتقادات التي كانت موجودة، أن من المستحيل بناء جسر فوق هذه القناة الطويلة، مع وجود المد والجزر القوي والمياه العميقة، وانبعاثات الرياح والضباب الكثيف، إلا أن المهندس جوزيف شتراوس كان يعتقد أنه يمكنه أن ينجز هذا الإنجاز المستحيل، وقد بدأ مشروعه في عام 1933م، هو والعديد من المهندسين بجانبه. ومن إحدى الميزات الأكثر إبداعًا في بناء جسر البوابة الذهبية، هي فكرة المهندس شتراوس بتعليق شبكة أمان ضخمة تحت الجسر، لإنقاذ العمال من الموت في الماء البارد في حال سقوطهم، ولكن رغم وجودها مات إحدى عشر رجلًا خلال المشروع، سقط أحدهم خلف الشبكة، والعشرة الآخرون لقوا حتفهم عندما سقطت معهم مجموعة من السقالات ودمروا حاجز الأمان، إلا أنه قد تم الانتهاء من بناء الجسر بتاريخ 27 مايو 1937، حتى أُحتفل بافتتاحه لأكثر من أسبوع، وحينها عبر فوقه ما يقارب 200,000 ألف شخص قبل بدء حركة المرور فيه.
حقائق حول جسر البوابة الذهبية
عندما افتتح الجسر فيرازانو ناروز المعلق في مدينة نيويورك :
ـ أصاب الجسر زلزال قبل اكتماله:
قد ضرب زلزالًا في المنطقة بتاريخ يونيو 1935م، بينما كان الرجال يعملون فوق البرج الجنوبي غير المكتمل للجسر.
ـ أنقذت شبكة الأمان الموجودة تحت الجسر 19 رجلًا أثناء بناءه:
تم تعليق شبكة أمان تحت أرضية الجسر أثناء بناء الجسر، وامتدت بعرض عشرة أقدام من عرض الجسر، وخمسة عشر أطول من طوله الأساسي، كما أنها أنقذت حياة تسعة عشر رجلًا، وعلى الرغم من تدابير السلامة هذه، إلا انه إحدى عشر رجلًا ماتوا أثناء بناء الجسر.
ـ لون الجسر البرتقالي كان مخصصًا في البداية كلون أولي:
كانت البحرية الأمريكية قد ضغطت على أن يتم دهان جسر البوابة الذهبية بخطوط زرقاء وصفراء، وذلك لإبراز صورته، ولكن حين وصل الفولاذ إلى سان فرانسيسكو مطلي بألوان حمراء محترقة كلون أولي ، وقرر المهندس الاستشاري ايرفينغ مورو بالاحتفاظ بهذا اللون، لأنه مريح أكثر للرؤية.
ـ حشود الذكرى السنوية الخمسين سببت تسطح الجسر بشكل مؤقت:
عندما احتفلت سان فرانسيسكو بالذكرى الخمسين لبناء جسر البوابة الذهبية، وذلك بتاريخ 24 مايو 1987م، صعد على متن الجسر حوالي 300,000 ألف شخص، أدى هذا الأمر إلى جعله يتأرجح وتقوسه، ومن ثم أغلقه المسؤولين بسرعة بعد ذلك، ومنعوا البقية من العبور، وكان يقدر العدد بحوالي 600,000 ألف شخص إضافي.
ـ استغرق الأمر 30 عامًا لإزالة الطلاء المعتمد على الرصاص من الجسر:
في الثلاثينات من القرن الماضي، كان جسر البوابة الذهبية مغطى بطبقة أولية من الرصاص، وذلك لحماية الهيكل الصلب من التآكل، لكنهم علموا لاحقًا أن الرصاص مُضر بالبيئة، وتم استبداله بالزنك لحماية الفولاذ من الصدأ، حيثُ بدأت عملية تنظيف الطلاء من الرصاص عام 1965م وانتهت عام 1995م.
جسر البوابة الذهبية والانتحار
صنّف جسر البوابة الذهبيّة الذي يقع في سان فرانسيسكو بأنّه أكثر الأبراج على مر التاريخ التي تمت فيها حوادث الانتحار. لقد سجل فيه أكثر من 1000 حالة انتحار، وذلك من خلال القفز جسر البوابة الذهبية من جانبه المفتوح أمام المشاة المواجه لخليج سان فرانسيسكو، نظراً لأنّ الجانب الآخر مغلق. في الواقع إنّ معظم حوادث الانتحار التي تمت من جسر البوابة الذهبية لم يشاهدها أحد، حتى أنه لم يتم العثور على الجثث، وذلك على الأغلب يعود انجرافها بسبب قوة التيارات المائية. وبحسب إحصائية جرت عام 2006 م سجلت أنه نجا فقط حوالي 26 شخصاً. كما أنها سجلت أن حوالي 4 % فقط من الأشخاص الذي حاولوا الانتحار عن الجسر استطاعوا مجدداً من السير. أما البقية فقد عانوا من الإعاقة الدائمة، ولعل ذلك يعود لشدة وسرعة الارتطام بالمياه الباردة.