المهارات الخمسة الضروري معرفتها قبل السفر للخارج
أصبح السفر إلى الخارج حلم العديد من الشباب سواء من الذكور أو الإناث في العالم العربي، فمنهم من يريد السفر للدراسة أو للعمل أو حتى للسياحة والتعرف على ثقافات جديدة، لكن السفر لأي سبب من هذه الأسباب لا سيما للعمل الذي سنركز عليه اليوم يتطلب الحصول على بعض المهارات التي تدعم موافقة أي دولة على السماح لك بالسفر، فإذا كنت تريد السفر بشدة وعندك رغبة قوية في القيام بأي شيء لتحقيق ذلك، فتابع ما يلي وتعرف على أهم المهارات التي يجب عليك اكتسابها لكي تتهافت الدول على اختيارك للسفر إليها.
مهارات تؤهلك للسفر خارج البلاد
إذا كنت تريد السفر للخارج فلا يجب أن تتمنى فقط ولا تقوم بأي فعل من شأنه أن يساعدك على تحقيق حلمك فعلًا، فعلى الرغم من أن شروط السفر أصبحت أصعب قليلًا من الماضي إلا أنه مع اكتساب بعض المهارات تصبح إمكانية حصولك على الفيزا أسهل بكثير، ولأني ظللت سنوات أبحث في هذا الموضوع حتى اكتشفت الخطوات التي يجب أن أقوم بها تحديدًا للسفر، فقد فكرت في أن أطلعك عليها لكي تستفيد منها أنت أيضًا.
تعلم لغة أجنبية
أيّ شخص يخبرك أنه يمكنك السفر للخارج دون أن يكون لديك أي معرفة بأي لغة أجنبية يكذب عليك، فحتى الدول العربية يطلب أغلبها أن يكون لديك الحد الأدنى من المعرفة بلغة أجنبية لا سيما الإنجليزية، وإذا كنت مثلي قمت بالتعلم في مدارس حكومية عادية فسوف تواجه مشكلة في هذه النقطة، للأسف ظللت لوقت طويل جدًّا كارهة للغة الإنجليزية لمجرد أني درستها طوال سنوات عمري بطريقة خاطئة لم تأت بأي ثمار، حتى إني فكرت في تعلم لغة أخرى وهي الألمانية للسفر إلى ألمانيا، حيث وجدت أن ألمانيا تطلب منك أن تحصل على شهادة معتمدة باجتياز (B1) على الأقل في مستوى اللغة وحينها يمكنك التقدم بسهولة للحصول على فيزا عمل من السفارة.
بدأت بالفعل في تعلم اللغة الألمانية التي ظننت أنها ستكون أسهل مليون مرة من الإنجليزية، ولن أخفي عليك صدمتي عند البدء، تخيل أنك تقوم بدراسة شيء جديد تمامًا لدرجة أنك تتعلم الحروف في أول درس؛ لذا أخذت خطوة شجاعة في الاعتراف بأن اللغة الإنجليزية أفضل كثيرًا لأني على الأقل أمتلك حصيلة مفردات ومعرفة سابقة بها، وقد بدأت بتعلم اللغة الإنجليزية ووجدت أنها مقارنة باللغة الألمانية بالنسبة لي أسهل بكثير، لذا أنصحك بالبدء فورًا في تعلم اللغة الأجنبية التي تمتلك منها حصيلة مفردات، وسوف تكون هذه أول وأصعب خطوة تجتازها للسفر إلى الخارج.
امتلاك خبرة مهنية
كل ما سيأتي بعد الخطوة الأولى الخاصة بتعلم اللغة سهل للغاية، فالكثير من الدول الأجنبية مثل كندا لا تطلب منك إلا أن يكون لديك عام على الأقل من الخبرة في أي مجال، يمكنك وأنت تدرس اللغة أن تقوم بالعمل في أي مجال -لا سيما المجالات المطلوبة هناك- مثل الطبخ، رياض الأطفال، رعاية المسنين، الحدادة، النجارة، اللحام وغيرها، أما إذا كنت من أصحاب المهن الأعلى طلبًا كالأطباء والصيادلة فلن تواجه أي صعوبة في هذه النقطة.
اللباقة والثقة
إذا كنت مثلي تعاني من مشكلة الخجل فيجب عليك أن تحل هذه المشكلة على الفور، لأن اهتزازك وعدم ثقتك أثناء الحديث سيعطي انطباعًا بالريبة لمن أمامك، بداية من مقابلة السفارة حتى مقابلات العمل، والحل الذي حقق لي نتائج جيدة في التعامل مع هذه المشكلة هو التقدم للكثير من الوظائف وإجراء الكثير من مقابلات العمل، لم أكن أهدف حينها للقبول في الوظيفة، بل كان هدفي كسر حاجز الخوف والاهتزاز والتردد في الحديث، ومواجهة أنواع مختلفة من الأسئلة -لا سيما غير المتوقعة- والرد الحاضر في الحال والذي لم أكن مخططة له.
للأسف طيبتك وصراحتك في هذه المواقف لن تفلح، يجب أن تكون ذكيًّا ولمّاحًا وتعرف ما الكلام الذي يجب قوله وما الكلام الذي يجب تجميله أو تجنب قوله على الإطلاق، من يقوم بإجراء المقابلة معك لا يعرف ظروفك ولا يعرف ما مررت به ولا يعرف طبيعتك وأهدافك وأحلامك، لذا فهو لا تربطه علاقة شخصية أو حميمية معك ليتغاضى عن هفواتك وزلاتك، على العكس سيحاول أن يسألك الكثير من الأسئلة لكي تخطئ أو تتردد ليستنبط ما يريد استنباطه، لذا يجب أن تستعد نفسيًا لهذه الخطوة.
توفير بعض المال
توفير المال لأجل خطة مستقبلية مهارة لا يتقنها الكثيرين، لكي تسافر يجب أن يكون لديك مبلغ من المال في حسابك البنكي، هذا ما يجعل السفارة تشعر بالأمان تجاهك، وأن لديك القدرة على الإنفاق على نفسك حين تصل حتى تجد عملًا مناسبًا، لذا قم بادخار بعض المال أثناء قيامك بكل هذه الخطوات، تختلف المبالغ التي تحتاجها دولة عن دولة، فمثلًا كندا أو ألمانيا تطلب منك أن يكون في حسابك (1500) دولار تقريبًا، بينما الدول العربية لا تطلب منك كشف حساب بنكي لكن يتعين عليك أخذ مبلغ من المال معك لكي تنفق منه حتى تجد عملًا أو حتى تأخذ أول راتب لك.
تقبل الثقافات المختلفة
إذا كنت من الأشخاص الذين لا يتقبلون ثقافات مختلفة أو المتعصبين لدين، مجتمع، لغة، عرق، لون، فالسفر بالنسبة لك سيكون في غاية الصعوبة، لكي تسافر لا سيما لدولة أجنبية يجب أن تتوفر لديك مهارة تقبل الآخر أيًّا يكن انتماؤه، ميوله، لونه، جنسيته، كل شخص لديه الحق الكامل في أن يعتنق الفكر والمذهب الذي يريد طالما لم يضرك، وأنت من الواجب عليك تقبل حريته حتى وإن لم تقتنع بها، عامله باحترام كما يعاملك باحترام، وتقبله كشخص يعيش معك على نفس الأرض ويشاركك نفس الحقوق.
اكتساب مهارة تكنولوجية
لن أكذب عليك وأقول لك إن اللغة هي العامل الأساسي الوحيد للسفر، فمع مهارة اللغة والمهارات سابقة الذكر هناك مهارة أخرى مهمة جدًا لا تقل أهمية عنهم ينبغي عليك اكتسابها، وهي المعرفة الجيدة بالتكنولوجيا، لم يعد أحد الآن يعمل بالورق لذا سيطلب منك معظم أصحاب الأعمال لا سيما إذا تقدمت لوظائف إدارية ومكتبية أن يكون لديك معرفة جيدة بالتكنولوجيا، أبسطها التعامل مع برامج ميكروسوفت أوفيس، وهذا أمر تعلمه ليس صعبًا، فإذا كنت لا تعرف التعامل مع برامج الأوفيس حتى الآن فقد حان الوقت لأخذ دورة فيها والخضوع لاختبار للحصول على شهادة موثقة، لا أحد في أي مكان في العالم سواء في الداخل أو الخارج يقبل أن يعمل معه شخص لا يعرف أي شيء عن التكنولوجيا وبرامجها البسيطة.
الآن سنتكلم بطريقة عملية حول آخر نقطة وهي: ما الذي يجب عليك فعله لأخذ كل هذه المهارات دون أن تدفع الكثير من المال، فالمال ربما يكون مشكلة نواجهها جميعًا، فأنت الآن تتسائل: كيف أخضع لكل هذه الدورات وفي نفس الوقت يكون مطلوب مني ادخار المال؟
الحل في غاية السهولة، لقد بدأت كل هذه الدورات مجانًا تمامًا على الإنترنت، هناك الكثير من المحتوى المجاني الذي تعلمت منه اللغات والكمبيوتر على اليوتيوب، وهناك الكثير من المدربين الذين صمموا تطبيقات مجانية لتعلم اللغات، ويمكنني أن أطلعك على أهم هذه القنوات والتطبيقات التي استفدت منها قريبًا في مقال متخصص منفصل.