مراحل تطور الكاميرا عبر الزمن
من المثير للاهتمام تحليل التقدم الذي أحرزته الكاميرا منذ اختراعها لأول مرة إلى ما هي عليه الأن. التاريخ وراء اختراع الكاميرا الحديثة يشمل العديد من الأشخاص، قضى بعضهم عقدًا من الزمن وهم يحاولون ابتكار كاميرا. سعى المخترعون إلى تطوير كاميرا أكثر تفوقًا من الكاميرات التي تم تطويرها من قبل. في عام 1021 وصف العالم العراقي ابن الهيثم جهازًا يشبه الكاميرا من جوانب عديدة في كتابه بعنوان "كتاب البصريات"، إيذانًا ببداية رحلة الألف ميل التي ينطوي عليها تطوير الكاميرا الحديثة. في الواقع تستمر جودة الكاميرات في التحسن يومًا بعد يوم.
أول كاميرا
كان المفهوم الأساسي للتصوير الفوتوغرافي موجودًا منذ حوالي القرن الخامس قبل الميلاد. ولم يولد الفن إلا بعد أن طور عالم عراقي شيئًا يسمى الكاميرا الغامضة في القرن الحادي عشر. حتى ذلك الحين لم تسجل الكاميرا الصور في الواقع، بل قامت ببساطة بإسقاطها على سطح آخر. كانت الصور مقلوبة أيضًا، على الرغم من أنه يمكن تتبعها لإنشاء رسومات دقيقة لأشياء حقيقية مثل المباني. استخدمت الكاميرا المظلمة الأولى ثقبًا في خيمة لعرض صورة من خارج الخيمة في المنطقة المظلمة. لم يكن حتى القرن السابع عشر عندما أصبحت الكاميرا المظلمة صغيرة بما يكفي لتكون محمولة. تم تقديم العدسات الأساسية لتركيز الضوء أيضًا في هذا الوقت.
أول صور دائمة
التصوير الفوتوغرافي، كما نعرفه اليوم بدأ في أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر في فرنسا. استخدم جوزيف نيسيفور نيبس حجرة كاميرا محمولة لفضح لوحة بيوتر مطلية بالبيتومين للضوء. وتمكن من التقاط الضوء بنجاح أطلق على اكتشافه اسم الهليوغراف، هذه أول صورة مسجلة لم تتلاشى بسرعة. أدى نجاح نيبس إلى عدد من التجارب الأخرى، كان زميله الفرنسي لويس داجير يجرب طرقًا لالتقاط صورة. في عام 1829، تعاون جوزيف ولويس لتحسين العملية التي طورها جوزيف لأول مرة. وتقدم التصوير الفوتوغرافي بسرعة كبيرة. تم تطوير أنماط Daguerreotypes وألواح المستحلب والألواح الرطبة في وقت واحد تقريبًا في منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر. مع كل نوع من أنواع المستحلب جرب المصورون مواد كيميائية وتقنيات مختلفة.
كيف كانت تبدو الكاميرات القديمة؟
كانت الكاميرات الرائدة ضخمة الحجم. كانت الكاميرا الأولى في الواقع ضخمة جدًا لدرجة أنها تطلبت العديد من الأشخاص لتشغيلها. كانت بحجم الغرفة تقريبًا. كانت بها مساحة تتسع لعدد من الأشخاص بداخلها. تم استخدام الكاميرات الكبيرة حتى الأربعينيات. تمكنت بعض الكاميرات من التقاط الصور، لكن لم تتمكن من حفظها. وبالتالي كان على المصور أن يتولى مهمة تتبع الصور يدويًا بعد التقاطها. في البداية أنتجت الكاميرات صورًا ضبابية تحسنت تدريجيًا. التقطت الكاميرا الأولى أيضًا صورًا بالأبيض والأسود. في الواقع حتى الأربعينيات من القرن الماضي، أصبح التصوير الفوتوغرافي الملون شائعًا وتم تسويقه.
تاريخ آلة التصوير
آلة التّصوير هي أداة قديمة حديثة؛ حيث إنَّ فكرتها الأولى بدأت منذ القِدم، لكن تصميمها تمَّ حديثاً، ففي عهد أرسطو، عُرِفَ التصوير في الغُرفة المُظلمة، وفي عهد ليوناردو دافنشي وما بعد وُجدت الغُرف المظلمة التي ترسُم الأشياء الخارجيّة بداخلها بفعل أشعة الشمس، وعلى هذا المبدأ اخترع جيرولامو كاردانو العدسة البصريّة التي تُساعد على النَّظر في عام 1550م، وكانت هذه العدسات مُحدّبة الوجهين، وفي عام 1658 م طوَّر العالم ثوماس راسموسِن عِلم التصوير، وتبعه العالم الألماني جوهان تزان في عام 1685 م، والعديد من العلماء الآخرين./داجير هو الذي صمم أول آلة تصوير في عام 1839م.
وقد بدأ مُحاولاته في عام 1822م، وسُمّي التصوير الضوئي باسمه، وسُمّيت النظريّة التي وضعها بالداجيروتايب، وكانت اختراعاً غير مسبوق، وغيّر الكثير في ذلك الوقت، وقد استند داجير إلى عُلماء كثيرين، واعتمد على أبحاثهم حتى يُخرج آلة تصويره الضّوئيّة، وكان من أبرَز من اعتَمَد عليهم العالِم داجير هو العالِم هنري فوكس تالبوت الإنجليزي، والذي تمكّن من استخراج صورة بعد وضعها في محاليل كيميائيّة.
مراحل تطور آلة التصوير
كانت المحاولات الأولى على يد رواد التصوير تتمثل فى محاولتهم ابتكار طرق تقنية بإمكانها إعطاء الشكل والنموذج الفوتوغرافى ألوانه الطبيعية مثل لوحة الرسم، وهو يعتبر نتيجة لدمج عدة اختراعات قديمة مثل اختراع ابن الهيثم لتقنية الغرفة المظلمة والتقنية الثقبية وغيرها من اختراعات لتأثير بعض المواد الكيمائية عند تعرضها للضوء وبحلول 1840، أخترع المخترع "تولت" عملية كالوتيب إذ قام بطلاء طبقات ورقية بالكلوريد الفضى لعمل صورة سلبية، والتى تعيد إنتاج الطبعات الإيجابية ملخصا بذلك طريقة عمل الأفلام الكيميائية.
أم الكاميرا الفيلمية الفوتوغرافية فظهرت لتكشف عن أبواب أوسع فى تقنيات التصوير الضوئى، إذ كانت تتيح التصوير بدقة كبيرة بمجرد الضغط على الزر، وكانت الكاميرا الفلمية عبارة عن آلة بها عدسة تقوم باحتواء كامل المنظر بمجرد دخول الضوء، وطباعته على فيلم معين، والتى تحتفظ بها بدورها، ليتم استخراج الصورة من الفيلم من خلال عملية التحميض.
وبحلول 1950 ظهرت تقنية التصوير الرقمى، وذلك على أعقاب ظهور البث التلفزيونى، والتى تقوم بتحويل الصورة الضوئية إلى حزمة من الإشارات الكهربائية الرقمية، لتطور بعد ذلك الكاميرات الديجيتال فى فترة الستينات، وتظهر أنواع جديدة منها، وبحلول السبعينات قامت شركة كوداك بإنتاج أول كاميرا رقمية، ومع بلوغ التسعينات تطورت الكاميرات الديجيتال بشكل أكبر رغم وجود الكاميرات الفلمية السابقة فى نفس الوقت.
ومع دخول الألفية الجديدة وظهور الهواتف المتقدمة، بدأت الشركات المصنعة لهذه الهواتف بدمج الكاميرات بها، ولكنها كانت لا تزال توفر دقة ضعيفة للغاية، إلا أنه مع ظهور الهواتف الذكية بدأت الشركات المصنعة لها بتوفير كاميرات بدقة تضاهى دقة الكاميرات الرقمية الراقية، لدرجة جعلت المستخدمين يستغنون عن هذه الكاميرات إلى حد ما. ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة وتطبيقات الهواتف الذكية التى توفر العديد من الفلاتر وتعديلات الصور بكل سهولة الأمر الذى يجعلها لا تحتاج إلى شخص محترف معها، مما ساعد على انتشارها بشكل كبير بين المستخدمين فى الفترة الأخيرة.
بعد كل هذه السنوات من التقدم، تتمتع الكاميرات الآن بقوة رائعة وإمكانية نقل ومليئة بالعديد من الميزات للسماح لنا بالتقاط لحظة ومشاركتها مع العالم في غضون ثوانٍ. علاوة على ذلك يمتلك المليارات من الأشخاص كاميرا معهم ويلتقطون أفضل لحظاتهم كل يوم.
ـ المصادر:
ـ https://evansotchere1.wordpress.com/
ـ https://www.worldatlas.com/articles/who-invented-the-first-camera.html
ـ https://www.thesprucecrafts.com/brief-history-of-photography-2688527