ساعات سيكو فلسفة الابتكار والجودة العالية

قد تكون سويسرا موطنًا فعليًا لصناعة الساعات وعلم الساعات ، لكن صانعي الساعات اليابانيين في Seiko ظلوا يتعاملون مع نظرائهم الأوروبيين منذ أكثر من 130 عامًا. تتيح مجموعة ساعات اليد الواسعة من Seiko للعلامة التجارية التنقل بسهولة في كل من النهايتين العلوية والسفلية لسوق الساعات ، ويحتوي أرشيفها على عدد كبير من الساعات الرائدة التي ساعدت في تشكيل عالم صناعة الساعات كما نعرفه اليوم.

مؤسس ساعات سيكو

مؤسس Seiko هو Kintaro Hattori ، الذي بدأ العمل في سن مبكرة عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا في متجر بيع بالجملة ، لكن الحياة أخذت منعطفًا كبيرًا عندما بلغ 13 عامًا. في مكان قريب حيث اعتاد العمل ، كان هناك متجر ساعات، أدرك أن متجر الساعات يمكن أن يكسب المال ليس فقط من خلال بيع الساعات ، ولكن من خلال إصلاحها أيضًا. ذهب للعمل في متجر ساعات لتعلم كل ما يمكنه عنهم ، قرر السيد هاتوري التوقف عن بيع الأشياء المتنوعة وحصل على وظيفة في متجر الساعات ، وتعلم كل شيء عن الساعات بينما يكسب راتبًا لائقًا. في عام 1881 ، قرر السيد Hattori متابعة أسلوب حياة رائد الأعمال وافتتح متجر ساعات خاص به في وسط طوكيو ، اسمه K. Hattori ، مع مرور الوقت ، أصبح المتجر مشهورًا بشكل لا يصدق بسبب ندرة المنتجات التي كان المتجر يبيعها. شجع مقدار الدعم المقدم من عملائه السيد هاتوري وإدارته على متابعة الخطوة التالية ، وهي أن يصبح منتجًا. اشترى مصنعًا مهجورًا في طوكيو وأطلق عليه اسم سكوشا .

بداية إنتاج ساعات سيكو

 كان هدف Kintarō التالي هو أن يصبح مُصنِّعًا ، ومن أجل تحقيق هذا الهدف ، قام بتعيين مهندس موهوب اسمه Tsuruhiko Yoshikawa. جلب السيد يوشيكاوا قيمة كبيرة إلى Seikosha حيث بدأ هو والسيد Hattori في إنتاج مجموعة من ساعات الحائط تسمى "Seiko’s Bonbon clocks". بصفتك مالكًا للمصنع جنبًا إلى جنب مع مهندس مدهش ، كانت مسألة وقت فقط عندما صنع هذا الزوجان القويان اسمًا لأنفسهم. في عام 1892 ، أنشأ مصنع Seikosha (الذي ترجم تقريبًا ، يعني "House of Exquisite Workmanship") من أجل البدء في إنتاج ساعات حائط عالية الجودة وبأسعار عالية. تم إنتاج الساعات الأولى في غضون 8 أسابيع من افتتاح المصنع تحت علامة Seikosha التجارية. خلال هذا الوقت ، استمرت شعبية متجر K. Hattori في النمو ومتجر آخر في 4-5-11 Ginza ، في Tokyo. افتتح هذا المتجر في عام 1894 وكان فوقه ساعة تُعرف باسم "برج الساعة هاتوري". تم ترميم المبنى منذ ذلك الحين ولكن لا تزال هناك ساعة في المبنى تكريما لكينتارو هاتوري .

أقرأ أيضاً : كيف تختار ساعة اليد المناسبة لك

 طوال تسعينات القرن التاسع عشر ، زاد نجاح أعمال Seikosha لساعات الحائط ، وتطلع Kintaro إلى توسيع نطاق أعماله. في عام 1895 ، ابتكر ساعة الجيب ، Timekeeper. لقد كانت خطوة مهمة إلى الأمام ، والتي لولاها لكان مستقبل Seiko مختلفًا تمامًا لأنها مهدت الطريق لأول ساعة يد يابانية على الإطلاق. بعد مطلع القرن العشرين ، لاحظ كينتارو ارتفاعًا قويًا في الطلب على ساعات اليد ، وإنها ستستبدل بساعات الجيب خلال وقت قصير ، اتخذت Seiko خطواتها الأولى في سوق ساعات اليد في عام 1913 مع Seishoka Laurel ، وهي ساعة أنيقة بعلبة فضية مقاس 29.6 مم وعلبة مينا البورسلين.

أقرأ أيضاً : أسباب غلاء حقائب هيرميس ( Hermes )

أول ساعة ماركة سيكو

تعرضت Seiko لضربة كبيرة عندما دمر زلزال كانتو مناطق اليابان في عام 1923 ، وترك مصنع Seikosha في حالة خراب إلى جانب كل مجموعة ساعات Hattori. بينما أوقفت هذه الكارثة عمليات هاتوري ، سارع إلى إعادة البناء والعودة إلى العمل ، وعاد بساعة يد أخرى بعد عام واحد فقط. كانت ساعة اليد هذه هي الأولى التي تضمنت اسم "Seiko" على القرص والذي يعني النجاح أو التميز ، مما يمثل بداية علامة Seiko التجارية.

لسوء الحظ ، مرض كينتارو في عام 1934 وتوفي ، تاركًا ابنه الأكبر جينزو هاتوري لتولي منصب الرئيس أحد الخطوات التي نفذها هي السماح للمصانع الخاصة بإنتاج المنتجات التي سيتم تسويقها تحت علاماتها التجارية. كانت هذه هي الخطوة الأخيرة في نمو الشركة . هذا لم يمنع Seiko من بناء إرثها. في عام 1936 كان معدل إنتاج Seiko يصل إلى 2 مليون. على الرغم من أن الحرب العالمية الثانية قد تعرضت لضربة كبيرة في الشركة ، إلا أنهم تمكنوا من الوقوف على أقدامهم بشكل أسرع مما توقعه أي شخص. في عام 1953  بلغ الإنتاج 2.4 مليون ، وهو ما يزيد عن نصف (53.2٪) إنتاج اليابان.

نمت الشركة لإنتاج ثلاثة ملايين ساعة سنويًا، يتم تسويقها حتى الولايات المتحدة ، وكانت ساعة Seiko Marvel لعام 1954 بمثابة علامة فارقة للعلامة التجارية ، حيث تضمنت أول حركة يتم تصميمها وإنتاجها داخليًا بواسطة Seiko. ظهرت Seiko Automatic أيضًا في عام 1954 ، كأول ساعة يد أوتوماتيكية في اليابان ، وتم إنشاء خط فاخر يسمى "Grand Seiko" في عام 1960 للتنافس مع وضع الساعات السويسرية الراقية.

قررت Seiko اتخاذ خطوة أخرى إلى الأمام. في أولمبياد طوكيو عام 1964 ، كانت Seiko ضابط الوقت الرسمي وقدمت للحدث أكثر من 1200 ساعة توقيت. كانت الألعاب الأولمبية بمثابة اعلان عالمي. ارتفعت شهرة Seiko بعد الحدث ، مما حولها إلى علامة تجارية معروفة في جميع أنحاء العالم. بعد موجة الشهرة هذه من اللعبة الأولمبية ، صدمت Seiko العالم مرة أخرى بساعة Seiko Astron الثورية ، وهي أول ساعة كوارتز في العالم. من تلك النقطة فصاعدًا ، كانت Seiko تبتكر العالم بلا توقف وأصبحت ببطء حجر الأساس لصناعة الساعات .

ثورة الكوارتز 

بعد النجاحات المبكرة التي حققتها ساعة الكوارتز ، أرادت Seiko تطوير أول ساعة كوارتز للمستهلكين. حدث ذلك - مع Seiko Astron 35SQ ، الذي تم إصداره في عام 1969. أعلنت Seiko بفخر أن "يومًا ما ، سيتم تصنيع جميع الساعات بهذه الطريقة" - وكانوا على حق. لقد غيرت ساعات معصمهم الثورية المصنوعة من الكوارتز من صناعة الساعات وأوجدت أعمالًا ضخمة لشركة Seiko طوال السبعينيات.

أقرأ أيضاً : شيروتي 1881 عالم الإبتكار والإبداع

استمر تطور إنتاج الساعات خلال السبعينات وأدى انخفاض سعرها ودقتها في الوقت إلى اكتساح السوق عالمياً وكانت من الشركات التي احتلت المراتب الأولى في إنتاج ساعات الكوارتز وأهم اصداراتها هي ساعة جراند كوارتز أطلقتها عام 1975، تجاهلت الشركات السويسرية هذه الساعات واستمرت بإنتاج ساعاتها الميكانيكية فقط مما أدى إلى أزمة الكوارتز وخسارة وأفلاس العديد من شركات الساعات السويسرية لاجتياح السوق الشركات اليابانية والأمريكية بإنتاجها لساعات الكوارتز ، ولكي تتدارك الشركات السويسرية الأزمة قمت بتحالف لمواجهة المشكلة ونتج عنه إصدار ساعات سواتش وهي أول ساعات كوارتز سويسرية وبسعر منخفض . 

أقرأ أيضاً : قصة علامة سواتش التجارية

سيكو اليوم 

كانت الثمانينيات صعبة بالنسبة للعديد من الشركات اليابانية ولم تكن Seiko استثناءً ، فقد انخفض سعر أسهمها إلى النصف. لكن هذه النكسة لم توقف جهودهم للابتكار وإحداث ثورة في صناعة الساعات.

اليوم ، Seiko هي شركة قابضة مع مجموعة من الشركات التابعة التي تصنع أي شيء من الساعات إلى الطابعات إلى البصريات ، لكن ساعات اليد Seiko تظل القوة الدافعة للشركة. إن فلسفة الابتكار والجودة العالية قوية كما كانت دائمًا ، وتستمر ساعات Seiko في دفع حدود علم الساعات والتكنولوجيا الدقيقة. على سبيل المثال ، أحدث ابتكاراتهم هي تعقيد نظام تحديد المواقع العالمي الشمسي ، والذي يتيح للساعة ، باستخدام تقنية GPS ، تغيير الوقت تلقائيًا ليتوافق مع 40 منطقة زمنية مختلفة.

المصادر : 

https://www.watchpro.com/origin-story-how-seiko-rose-from-the-rubble-of-the-great-kanto-earthquake-to-reap-havoc-on-the-swiss-watch-industry/

https://www.heddels.com/2018/04/seiko-watches-history-philosophy-and-iconic-products/

https://www.firstclasswatches.co.uk/blog/2015/06/the-incredible-history-of-seiko/

https://www.seikowatches.com/global-en/special/heritage/