الطرق الصحيحة للتوقف عن هدر المال في الهايبر ماركت؟
نتعرض جميعًا لشيء من الخداع فيما يتعلق بصرف المال، فالكَمّ الهائل من الإعلانات الموجهة بصورة مباشرة أو غير مباشرة تترسخ في عقولنا، وتكون بمثابة حاجز بيننا وبين وعينا، فنجد أنفسنا نسرف الكثير من المال على منتجات وأشياء ربما لا نحتاجها في الوقت الحالي وربما لا نحتاجها على الإطلاق، متخصصو الإعلانات يدرسون سيكولوجية وطبيعة البشر وأنواعهم، لذا يؤثرون علينا بطرق لا تقاوم لإجراء عمليات الشراء، لذا إذا وجدت نفسك تنفق الكثير من المال لا سيما في الهايبر ماركت بصورة غير واعية تمامًا، فقم بتجربة الأشياء التي حاولت القيام بها لحل هذه المشكلة في حياتي.
كيف تتوقف عن إسراف المزيد من المال في الهايبر ماركت؟
أحب التسوق كثيرًا كعادة كل النساء بالطبع، لذا أحب الذهاب للهايبر ماركت بنفسي لكي أشتري ما يلزمني -وأحيانًا كثيرة ما لا يلزمني- ووجدت بعد فترة أني أقوم بإسراف الكثير من المال بصورة مرهقة لميزانيتي، وأحيانًا كثيرة أقوم بشراء أشياء كان من الممكن تأجيلها وأغفل عن شراء أشياء مهمة وملحة كان يجب أن أشتريها فورًا، لذا فكرت في القيام ببعض الحيل التي تمنعني من الانسياق وراء فكرة الشراء دون مبرر في الهايبر ماركت.
كانت أول خطوة قمت بها للسيطرة على رغبة الإنفاق المبالغ فيه هو كتابة ما ينقصني فعليًّا، قمت بإحضار مفكرة وقلم وبدأت في تدوين ما ينقص في المنزل طوال الأسبوع بحيث أن يكون لدي يوم التسوق الذي قمت بتحديده آخر الأسبوع لأنه يوم الإجازة قائمة كاملة بالأشياء المهمة التي نفدت من المنزل، وهذه الطريقة ساعدتني كثيرًا في تحديد أولوياتي، واكتشفت أن العشوائية هي أول أسباب إسراف المزيد من المال، لأنها كانت تجعلني أذهب لكل الأقسام في الهايبر ماركت لكي أتذكر ما أريد، وبالطبع كنت أشتري كل شيء عدا ما أريد، أما كتابة ما ينقصني جعلني أتوجه مباشرة للأقسام التي سأجد فيها متطلباتي.
لكن على الرغم من أن هذه الطريقة أفادتني في الحد من بعض نفقاتي غير المبررة في الهايبر ماركت، إلا أن ميزانيتي كانت ما تزال مضطربة، وما زلت أنفق مالًا أكثر من المفروض إنفاقه، لذا فكرت في حيلة إضافية مساعدة مع الحيلة الأولى، وهي أخذ مبلغ معين فقط من المال على قدر الحاجة، في البداية كنت أحمل معي محفظتي بها كل الأموال، لذا كان من السهل أن أقوم بشراء أي شيء وكل شيء ولا أستفيق إلا أمام “الكاشير”، لذا قررت التوقف عن أخذ كل أموالي معي وبدأت في تقسيم المال حسب أولوياتي وأخذ جزء منه فقط على قدر حاجتي حسب القائمة التي وضعتها سابقًا.
أريد فقط أن أنبهك لأمر قد وقعت فيه في المرة الأولى التي نفذت فيها هذه الحيلة، فبعد أن قمت بالتسوق -وشراء المزيد من المتطلبات كالعادة- وجدت وأنا أقوم بالدفع أن المال الذي معي لا يكفي ولأن شكلي كان مهمًّا جدًّا، قمت بسحب الكاش والحساب على متطلباتي بالبطاقة الائتمانية، لذا تذكر وأنت تأخذ ما يكفيك فقط من المال أن تترك بطاقتك الائتمانية في المنزل وإلا لن تكون لهذه الحيلة أي تأثير.
من أهم النصائح الأخرى التي يمكنني أن أؤكد لك أنها أعطتني نتيجة جيدة أني توقفت عن اصطحاب أي رفيق مسرف معي، في الماضي كنت أصطحب معي صديقتي أو أختي ولا أخفي عليكم كم هم أشخاص مسرفون مثلي تمامًا، لذا بدلًا من أن كنت أنفق (100) جنيه كنت أنفق (200) أو (300) وأنا معهم، لأن وجود أشخاص مسرفين معك يشجعك على مزيد من الإسراف، لذا توقفت عن اصطحاب أيّ منهم وأنا ذاهبة إلى الهايبر ماركت، لكي يركز عقلي فقط على شراء متطلباتي الأساسية التي قمت بتحديدها سلفًا.
لن أكذب عليك وأقول أنك بهذه الحيل سوف تتوقف تمامًا عن شراء أي شيء زائد عن حاجتك لأن هذا نوع من الخيال العلمي، لكن لا تسمح لعقلك أن ينام، حينما تمسك شيء لشرائه فكر (20) ثانية فقط ما هذا وما الذي سوف أفعله به وما مقدار حاجتي له؟ إذا كنت في حاجة ماسة له ضعه في عربة التسوق، وإذا لم تكن في حاجة ماسة له لكنك تريد شرائه فقط انظر إلى سعره، لو كان سعره معقولًا ويمكن أن تتحمله ميزانيتك الآن قم بشرائه، أما إذا كان سعره عاليًا وأكبر من أن تتحمله ميزانيتك في هذه الفترة فقم بتأجيله واتركه كما كان.
ستواجه أيضًا تحديًا كبيرًا في مواجهة صفحة الهايبر ماركت أو موقعه على الإنترنت، إنها طريقة سهلت على موجهي الإعلانات عملهم، تجلس في منزلك على سريرك مرتاحًا وتتصفح هاتفك فتجد إعلانًا يشد انتباهك على منتج معروض في الهايبر ماركت كنت تتحدث عنه منذ قليل، فتبادر في الدخول لتضع المنتج في سلتك، ولا تكتفي بهذا بل تتصفح باقي التصنيفات والمنتجات وتجد أن سلتك امتلأت فجأة بالكثير من المنتجات، والأمر الأصعب إذا كان الهايبر ماركت يقبل الدفع عند الاستلام، حينها لن يلزمك إلا ضغطة زر واحدة لطلب كل ما تحتوي عليه سلتك.
على الرغم من أني لم أستطع أن أجد حلًّا جذريًّا تمامًا لهذه المشكلة إلا أني ابتكرت حلولًا ساعدتني في تحجيم شرائي المنتجات من موقع الهايبر ماركت عبر الإنترنت، فقمت بـ خطوتين أساسيتين هم:
- أولًا: لم أضع الكثير من المال الكاش في محفظتي وأحتفظ به في المنزل، حيث أصبحت لا أترك معي إلا القليل.
- ثانيًا: لم أقوم بتفعيل البطاقة التي تقبل الدفع عبر الإنترنت لكي أحمي الأموال في حسابي، وقمت أنا وزوجي بتفعيل بطاقته هو فقط حتى إذا كنت أريد أن أشتري منتجات من الهايبر ماركت أو من أي مكان آخر اضطر لأن أضع بيانات حسابه هو فيراجعه قبل أن أتورط بطلبه، في الواقع ساعدتنا هذه الطريقة في خفض نفقاتي المبالغ فيها لذا يمكنك تجربتها أيضًا.
هناك نصيحة أخرى صغيرة ساعدتني في الحد من نفقاتي وهي النزول إلى الهايبر ماركت مرة واحدة فقط كل فترة أسبوع إلى أسبوعين، وعدم النزول كل يوم أو اثنين لشراء شيء ما مهم ينقصني، حيث أطلب من زوجي إذا كنت أريد شراء شيء هام نَقصَ من المنزل ولا أستطيع تأجيله لقائمة الأسبوع أن يقوم بشرائه لي وهو عائد من العمل، بهذه الطريقة أغلق على نفسي كل باب يمكن أن أتخذه حجة في شراء ما لا يفيد.
لكن إذا كنت معتادة على الإسراف لوقت طويل مثلي فربما تواجهين ضغوطًا وضيقًا بسبب اتباع هذه الأساليب لأن هذا ما حدث معي، شعرت أني أحجم نفسي بطريقة ترهقني لذا فكرت في وسيلة أقوم بها بتخفيف هذا الضغط على نفسي، وهي أني قمت بـ تخصيص مصروف خاص شهريًا لي بحيث يكون منفصلًا عن ميزانية المنزل ومتطلباته، هذا المال يكون لي مطلق الحرية في إنفاقه على ما أريد، لذا أقوم بالذهاب مرة كل شهر إلى الهايبر ماركت بصورة عشوائية ومعي المبلغ الذي حددته لنفسي لأقوم بشراء الأشياء التي تخطر على بالي دون قائمة، وهذا ساعدني في ترتيب أموري أكثر.