تطور وسائل الاتصال عبر الزمن
فريق لكجري
7539 0
يُعرَّف التواصل بأنه عملية يتمّ فيها تبادُل ونقل للمعلومات من مكان أو أشخاص إلى أماكن وأشخاص آخرين بنجاح، عبر وسائل لَفظية أو كتابية أو رسومات، وتتكون عملية الاتصال من ثلاث عناصر رئيسية، وهي المُرسل، والرسالة، والمُستقبل، حيث قد يكون المُرسل والمُستقبِل فرد واحد أو مجموعة من الأفراد، ويتمّ استخدام وسائل التواصل لإيصال الأفكار وتبادُل المعلومات والعواطف بين المُرسل والمُستقبِل، حتى أنه يتم استعماله في بيئة العمل.
وسائل الاتصال القديمة
تعددت وسائل الاتصال قديماً، فبدأت من البساطة وتطورت تدريجياً كما يلي:
- نظام الكتابة باستخدام الرموز: وَجدَ الباحثون في جدران الكهوف صوراً تعبيرية مَحفورة فيها تعود إلى آلاف السنين ما قبل الميلاد، حيث استَخدم الإنسان هذه الطريقة لسَرد القصص، وتدوين التاريخ على شكل لوحات وسلسلة من الرموز التي يتم حفرها على الصخور وجُدران الكهوف، ومن الأمثلة على الكهوف التي وُجِدَت فيها هذه اللوحات هو كَهف شوفيت الموجود في فرنسا، حيث تعود اللوحة إلى 30,000 سنة قبل الميلاد.
- الإشارات الدُّخانية: تُعتبر الإشارات الدُّخانية من أقدم وسائل الاتصال، حيث كانت الصين أول من استخدم الدخان بأنماط معينة لإرسال الرسائل على طول سور الصين العظيم، كإشارات تحذيرية للجنود على مسافات طويلة وفي وقت قصير لتنبيههم في حالة الخطر أو لنقل الأخبار، واستخدم الهنود الحمر الإشارات الدُّخانية لإرسال إشارات الاستغاثة، في حين أن بعض المناطق لا زالت تَستخدم الإشارات حتى الوقت الحالي، مثل الكرادلة في روما، إذ يستخدمون الدُّخان عند اختيار بابا جديد للكنيسة.
- الحمام الزاجل: يُعتبر الحمام الزاجل من أشهر الطُّرق التي استخدمها الناس قديماً، حيث استخدمها الرومان منذ أكثر من 2000 عام، وشاعَ استخدام الحمام الزاجل لنقل الرسائل في الحروب بين الجيوش وبين التُّجار، حيث إنّ يتميز بمعرفته الجيدة بالطُّرق والاتجاهات، وقد قامت بلعب دور مهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
- البريد: وهو من الوسائل القديمة الحديثة، أول من بدأ باستخدامه المصرين في 2400 قبل الميلاد، وما زال البريد فعّالاً حتى الآن لكن بنظام أكثر ترتيب وتنظيم، حيث أوجدَ الفرنسي دي فالاير في عام 1653م النظام البريدي الذي يُستخدم حالياً، والذي يتم فيه استخدام صناديق خاصة لتسليم الرسائل فيها ضمن خدمة مَدفوعة، كما عملت كل من بلاد فارس والصين وروما قديماً على تنظيم أنظمة بريدية أيضاً.
- التلغراف: قام صموئيل مورس باختراع التلغراف ليُسرّع عملية استقبال وإرسال الرسائل عبر المسافات الطويلة، حيث قام مورس باختراع شيفرات للحروف الأبجدية اللاتينية، كما قام بنقل الرسائل على شكل سلسلة من النقرات والنغمات والأضواء، وفي عام 1830م قام مورس بدمج هذه الشيفرات بجهاز التلغراف فكانت هذه الخطوة هي نقطة البداية في ثورة الاتصال عن بُعد، وتم إرسال أول تلغراف فعلي في عام 1844م.
وسائل الاتصال الحديثة
ومع مرور الأعوام والعقود، تطورت طرق الاتصال لتصبح كما نراها أمامنا اليوم، وأصبح العالم قرية صغيرة، ونورد لكم تالياً أحدث وسائل التواصل:
- الفاكس: الفاكس جهاز يُستخدم لنقل الوثائق والصور والنصوص، حيث يقوم بعمل مَسح ضوئي لهذه الملفات عبر الأسلاك أوعبر موجات لاسلكية، ويتم نقلها إلى جهاز فاكس آخر مُرفَق بطابعة تستقبل الموجات القادمة عبر المودم، وتُترجمها إلى نصوص أو رسومات مُطابقة للتي تم إرسالها من الطرف الآخر.
- الهاتف والهاتف الخلوي: تم اختراع الهاتف من قِبَل ألكساندر جراهام بيل، ووظيفته نقل واستقبال الأصوات بين الطرفين في نفس الوقت، وهو سهل الاستعمال وغير مُكلف مما جعل له شعبية وانتشار حول دول العالم، ويعمل الهاتف الخلوي أو ما يُسمى بالهاتف المحمول بنظام الاتصال اللاسلكي عبر جهاز إرسال قريب منه، إذ تنتقل عبره المكالمة من هاتف إلى آخر، ولقد ظَهر أول هاتف خلوي تجاري في الأسواق في عام 1983م من نوع موتورولا.
- الإنترنت: هي شبكة يتم نقل البيانات والمعلومات من خلالها، إذ يُمكن للشخص المُستخدم لها أن يُجري خدماته المالية عن طريقها، والتسوق من داخل المنزل، وإرسال البريد الإلكتروني، وتبادُل الملفات، وإجراء مؤتمرات صوت وصورة عن بُعد، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، والكثير من الأمور المُتاحة أيضاً، يتم استخدام الإنترنت في كل مكان بالعالم حالياً.