اكتشف.. ما هي رياضة العقل؟
رياضة العقل هي الرّياضة التي يكون المجهود فيها ذهنيّاً أكثر من كونه جسديّاً، وتختلف درجة حضور المجهود البدني؛ حيثُ يُمكِن أن لا يكون موجوداً أصلاً، كحالة رياضة القراءة السّريعة، وقد يكون حاضراً كحالة رياضة الطّباعة السّريعة، إنَّ مُمارسة الرياضات العقلية تعود بالفائدة بشكلٍ مُباشر على الإنسان؛ لأنّها تزيد من نشاطه الذهني، وبالتالي يزداد أيضاً نشاطه البدني وقدرته على التعامل مع الآخرين وأداء الأعمال بشكل جيّد واحترافيّ.
التمارين الذهنية والعقلية مهمّةٌ جداً لنشاط الإنسان وصحّة بدنه وذهنه؛ حيث تدُلّ الدراسات على أنَّ الذين يُواظبون على الرياضات العقليّة وتدريب أذهانهم يوميّاً يكونون أقلّ تعرُّضاً للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، ولا ينفي هذا الاهتمام بالصحّة العامّة والتغذية السليمة؛ حيثُ إنَّ الحياة الصحيّة والتطوُّر العقلي يأتي من نمط حياتيّ مُكتمل وليس من بعض التمرينات المحدودة مهما عَظُمت أهميّتها.
هُنالك فارق بين التمرينات الذهنيّة التي تزيد من التركيز واسترجاع المعلومات وغير ذلك من التدريبات التي يمكن لأي شخص أن يقوم بها بشكل مستمر، وبين الرياضات العقلية؛ فالرياضات العقليّة هي ألعاب ذهنية تهدف للمُتعة وتنشيط الذهن والتركيز، وتزيد عن التمرينات الذهنيّة بأنّها تعتمد مبدأ المكسب والخسارة في اللعب.
ومن أمثلة تلك الألعاب الشطرنج، وهو من أهمّ الرياضات العقلية، ويهدف إلى تفوُّق أحد اللاعبين ذهنيّاً على الآخر، بالإضافة إلى العديد من الألعاب الأخرى التي تعتمد على الأرقام مثلاً كلعبة السودوكو، والسكرابل.
أمثلة على رياضات العقل
الشطرنج
الشّطرنج هي لُعبةٌ لوحيّة استراتيجيّة قديمة عالميّة، تُلعَب من قِبَل شخصين فقط، ويمتلك كُلٌّ منهما عدد مُتساوٍ من القِطَع توضع على رُقعة الشّطرنج (بالإنجليزيّة: Chessboard)، وتكون هذه الرقعة مُربّعة الشّكل ومُقسّمة إلى 64 مُربَّعاً مُتساوياً في المساحة، ويكون كُل مُربَّع يختلف في اللون عن المُربَّع التّالي له؛ حيثُ إنَّ عدد الألوان هو 2 فقط، وعادةً ما يُستَخدَم اللونان الأبيض والأسود.
في بداية اللُعبة، يحصُل كُلّ لاعب على 16 قطعة شطرنج مُتطابقة في النّوع ولكنّها تختلف في اللون، وتُوضع هذه القطع في الصفّين الأقربين لكُلّ لاعب، وترتيبهم ثابت؛ فكل لعبة شطرنج ترتّب فيها القطع بالطريقة نفسها. تُقسَّم قِطَع الشّطرنج لكُل لاعب إلى ثمانية جنود (يُسمّى أيضاً بيدق)، وقلعتان، وفيلان، وحصانان، وملك، ووزير (يُسمّى ملكة أحياناً)، ولكُلّ نوع من هذه القِطَع طريقة في الحركة؛ حيث يُحرّك كلّ لاعب قطعة واحدة فقط لديه في كل دور، ويكمن الهَدَف لكل لاعب في قتل مَلِك اللاعِب الآخَر أو مُحاصرته (بالإنجليزيّة: Checkmate)، وبذلك تنتهي اللعبة.
السّودوكو
السّودوكو هي أحجية منطقيّة تُلعَب من قِبَل لاعِب واحِد، وتتكوَّن من 9 مُربّعات، في كُلّ مُربَّع أيضاً 9 مُربّعات أُخرى، حيثُ تُملأ بعض هذه المُربَّعات بأرقامٍ كافية ليستطيع الشَّخص حلّها، ويجب على اللاعب اتّباع قَوانين مُعيّنة عند ملئِه الأرقام في المُربّعات الأخرى الخالية، وهذه القوانين هي:
- أن يكون الرّقم من 1 إلى 9.
- أن لا يتكرَّر الرّقَم في المُربَّع الرّئيسي للتسع مُربّعات الصّغيرة أكثر من مرّة.
- أن لا يتكرَّر الرَّقَم في الخطّ العمودي الواقِع فيه.
- أن لا يتكرَّر الرَّقَم في الخطّ الأفقي الواقع فيه.
توجَد أنواع أُخرى من السّودوكو؛ حيثُ إنَّ بعضها تختلف في عدد المُربّعات، وأخرى تختلف في نوع القيَم المسموح إدخالها، إضافةً لاختلاف القوانين.
الرّياضات الإلكترونيّة
الرّياضات الإلكترونيّة هي رياضات تُلعَب على الأجهزة الحاسوبيّة؛ حيثُ تُعدُّ رياضةً للعقل وتمتاز بكونها مُتعدّدة اللاعبين، حيثُ يلعب اللاعبون عن طريق الشّبكة المحلّيّة أو عن طريق شبكة الإنترنت، وتُقام بطولات عالميّة ذات جوائِز كبيرة جدّاً قد تصل إلى ملايين الدولارات للفريق الواحِد، علاقة العقل بصحّة الجسد
لا يوجد أيُّ فصلٍ بين العقل والجسم، أو التفكير والأداء الحركي الذي يعتمد على قُدرة الإنسان على العمل البدني وتحمُّل المجهود الشاق. في العصر الحديث، تطوَّر العمل بسبب التطوُّر التكنولوجي الذي جعل من الآلات تقوم بأغلب الأعمال، وجعل هذا التحوُّل طبيعة الأعمال تتغيَّر بالتالي إلى أعمالٍ ذهنيّة أكثر راحةً بدنية للإنسان، ولكن في المُقابل، فإنَّ تلك الأعمال الذهنيّة بالإضافة إلى التطوُّر السريع والمُذهل في وسائل الإعلام وكمّ المعلومات اليومي الذي يدخُل إلى عقل الإنسان أدى إلى أن يشعر الشّخص بالإرهاق الذهني وعدم انتظام القُدرات العقلية، وهو ما يُعتبر أحد أهمّ عوامل خطورة التكنولوجيا في العصر الحديث، لأنّه رغم كُلّ هذا التطوُّر الذي حدث في البشرية لم يستطع الإنسان أن يجد العلاج للمرض الذي يُصيب العقل ألا وهو مرض الزهايمر.
طرق تقوية القدرات العقليّة
تُشير بعض الدراسات إلى أنَّ انخفاض النشاط الذهني والإدراكي للإنسان يؤدّي إلى تقدُّمه بالعمر بشكلٍ غير طبيعي، إضافةً إلى زيادة احتماليّة إصابته بأمراض عقليّة كمرض الزهايمر. أشارت دراسات أخرى أجريت خلال العشرين عاماً الماضية أنّه من المُمكن أن ينتج عقل الإنسان (في بعض الأجزاء منه) عصبونات وتشابكات عصبية جديدة؛ حيثُ إنّه عندما يتعلّم الإنسان أو يفهم أموراً جديدة فإنَّ الدماغ سوف يتجاوب مع هذه النشاطات ويتكيَّف معها، مما يحمي العقل عند التقدُّم في العمر.
هناك عدد من الأنشطة التي تُساعد على زيادة القدرات العقليّة للإنسان بغض النظر عن عمره، ومن هذه الأنشطة:
- القيام بالأنشطة الرياضيّة؛ حيثُ إنَّ ذلك يزيد من تدفُّق الدم في جميع أعضاء الجسم ومنها الدّماغ، حيثُ تُشير دراسة أنَّ نسبة انخفاض كثافة الأنسجة في الدماغ تكون أقلّ عند الذين يُمارسون الأنشطة الرياضيّة.
- مُشاهدة البرامج وقراءة الكُتُب العلميّة والمفيدة بشكلٍ مُستمر.
- اتّخاذ هواية تتطلَّب تعلُّم أموراً جديدة.
- حلّ الأحجيات والألغاز المختلفة.
- لعب الألعاب اللوحيّة وتلك التي تتضمَّن البطاقات، ومن أمثال هذه الألعاب هي لعبة مونوبولي.
- زيارة المتاحف، وحدائق الحيوانات، والمواقع الأثريّة.
- الدخول في دورات تعليميّة.
- التخلُّص من الضغط، والتوتُّر، والاكتئاب.