كيف يمكن لليوغا أن تساعدك في تقليل التوتر
يعود تاريخ اليوغا إلى أكثر من 5000 عام ، ويعتبرها الكثيرون أقدم ممارسة لتطوير الذات، لطالما عُرفت اليوجا بكونها علاجاً رائعًا للتوتر. تجمع اليوغا بين العديد من تقنيات الحد من التوتر الشائعة ، بما في ذلك ممارسة الرياضة وتعلم التحكم في التنفس وتصفية الذهن واسترخاء الجسم. مع ازدياد شعبية اليوغا يكتشف المزيد من الناس الفوائد التي تجلبها هذه الممارسة القديمة إلى حياتهم المجهدة. يعد إنشاء روتين يوغا ثابتًا هو أفضل طريقة لتجربة الفرق الذي يمكن أن تحدثه اليوغا في حياتك ، لقد وجدت العديد من الدراسات أن القليل من اليوغا في الصباح ، أو في الليل ، أو حتى في استراحة الغداء ، يمكن أن يقلل التوتر ويزيد من الإنتاجية. يُعتقد أن اليوغا فعالة جدًا في تخفيف التوتر لأنه ، بصرف النظر عن الفوائد الجسدية التي تجلبها اليوغا ، فهي تشجع المزاج الجيد ، وزيادة اليقظة، وجرعة صحية من التعاطف مع الذات.
التأمل واليوغا في مواجهة الضغط والقلق
دأب الكثير من الخبراء والمعالجين على وصف اليوغا لعلاج الضغط والإرهاق النفسي؛ وذلك بسبب قدرة اليوغا والأساليب التأملية الخاصة بها على تصفية العقل وإراحة الجسد عبر الاستعانة بطرق وأساليب كثيرة، من أبرزها الآتي
ـ أداء التمارين والوضعيات البدنية: تتضمن اليوغا مجموعة من الوضعيات البدنية التي منها ما يركز على تحريك الجسم ببطء لتمديد عضلات الجسم، ومنها ما يركز على تحريك الجسم بسرعة مشابهة لسرعة التمارين الرياضية، ومن المعروف أن للتمارين البدنية عمومًا مقدرة على خفض الشعور بالإرهاق والضغط بسبب دفعها الجسم لإفراز هرمونات الأندورفين. وهي هرمونات طبيعية تجعلك تشعر بتحسن. كما أن اليوغا تخفف التوتر من خلال تمارين الإطالة .
ـ التحكم بوتيرة التنفس: يُعد التحكم بوتيرة التنفس أحد الركائز الأساسية والمهمة لممارسات اليوغا والتأمل، وعادةً ما تهدف هذه الممارسات إلى تعليم الفرد كيفية الوعي أكثر بالوظائف التنفسية لاستخدامها بغرض إراحة الجسم على الرغم من أن التنفس هو عمل لا إرادي ، عليك أن تستمر في فعل ذلك للبقاء على قيد الحياة ، يمكنك اختيار تنظيم التنفس خاصة التنفس العميق، الذي يُعد وسيلة سريعة وفعالة في تخفيف الشعور بالضغط والتوتر.
ـ تصفية الذهن: يُعاني الكثيرون من فوضى الأفكار وامتلاء عقولهم بالسيناريوهات المستقبلية والذكريات المؤلمة التي تجعلهم ضحية الشعور بالإرهاق والتوتر، إن عقولنا نشطة باستمرار ، وتتسابق من فكرة إلى أخرى كل هذا العمل الذهني متعب ومرهق. تقدم اليوغا عدة تقنيات لترويض العقل .أحدها هو عمل التنفس، كل نفس مرتبط ارتباطًا وثيقًا باللحظة الحالية ؛ أنت لا تتنفس في الماضي أو المستقبل ، ولكن الآن فقط التركيز على كل شهيق وزفير مع استبعاد الأفكار الأخرى هو أحد طرق تصفية الذهن ، وهو أيضًا أسلوب تأمل أساسي. بالإضافة إلى ذلك ، فإن أداء اليوجا أو الأساناس يعمل أيضًا كشكل من أشكال التأمل. تكون الأوضاع جسدية للغاية ويجب القيام بها بمثل هذا التركيز ، بحيث يتم وضع كل الأفكار والمخاوف الأخرى جانباً ، مما يمنح عقلك استراحة تمس الحاجة إليها.
ـ الاسترخاء: يحصل الفرد على 10 دقائق في نهاية جلسات اليوغا من أجل الاسترخاء عبر اتخاذ وضعية معينة تهدف أساسًا إلى تفريغ طاقات الجسد والعقل وارجاع النفس إلى العالم الحقيقي بعد اكسابها المفاتيح القادرة على التعامل مع ضغوط الحياة.
فوائد اليوغا
أصبح هنالك رواج لفكرة أخذ جلسة من اليوغا أثناء ساعات الغداء في بعض الشركات وأمكنة العمل؛ وذلك بفضل السمعة الحسنة لليوغا في الحد من الضغوطات النفسية والتوتر، لكن يجب بالطبع الحرص على أداء ثلاث ركائز أساسية في كل جلسة يوغا يومية، هي: الوضعيات البدنية، وتمارين التنفس، وأساليب التأمل أو الاسترخاء؛ فلقد اثبتت الدراسات أن الالتزام بأداء هذه الركائز الثلاث بانتظام يؤدي إلى خفض معدل دقات القلب وإعطاء الجسم فرصة أفضل للتعامل مع مصادر الإرهاق والضغط أو التوتر، وفي النهاية تجدر الإشارة إلى وجود بعض الأدلة التي تشير إلى كون اليوغا أحد مفاتيح السعادة العاطفية بسبب قدرتها على زيادة افراز الجسم لهرمون السيروتونين، بل إن بعض الخبراء باتوا يشيرون إلى كون اليوغا أحد الأمور التي من المحتمل أن تُساهم في إطالة عمر الأفراد أيضًا؛ وذلك بسبب قدرة أساليب اليوغا على الحد من أمراض القلب وتنظيم الوظائف التنفسية ومحاربة مظاهر الشيخوخة على مستوى الكروموسومات الجينية أو الوراثية .